صحيح أنّ ليبيا مازالت تحاصرها أزمة سياسية وأمنية، لكنها في الحقيقة حلها ليس مستعصيا أو مستحيلا، بل يكفي فقط الوصول إلى زاوية توافق ونقطة تقاطع بين جميع القوى الفاعلة ذات الوزن والتأثير في المشهد الليبي الذي ما زالت تشوبه عديد التعقيدات، حيث ينبغي أن تلتف هذه القوى مع الشعب الليبي كافة من أجل رص الصفوف وتجاوز من يراكم ويغذي الخلاف، ومن ثم الانتقال إلى تصفية الأجواء وإطلاق مبادرات للتصالح، مع توخي سقف عال من الشفافية لفتح الحوار ورسم معالم خارطة الطريق، علما أنّ التسريع بتنظيم انتخابات رئاسية مهم جدا في هذا الظرف العصيب، لمنع حدوث أي تصعيد وإلهاب التوتر، الذي من شأنه أن يرجئ التعجيل بتبني الحلول النهائية لأزمة طال أمدها.
ما زالت الأطماع الخارجية تحاصر ليبيا، وينبغي لهذا السبب أن يستفيق الشعب الليبي ويأخذ زمام الأمور مع كل من يريد الاستقرار والخير لهذا البلد الذي مزقت وحدته الأزمات وبؤر التوتر، ويحذّر وينتهج الحكمة لكل ما يحاك من أيادي خارجية ومصالح أجنبية، تحرص على أن تدخل ليبيا في بؤرة نزاع لا ينتهي، الحلول يمكن طرحا على الطاولة ومن ثم على أرض الواقع، ولن يتعذّر تطبيق أي قرار إذا كان ينشد السلم والتعاون وحماية مصالح الشعب الليبي، والحلول يجب أن تكون ليبية، ويتفقوا على الخطوط العريضة التي تقود بلادهم إلى بر الأمان.
أكيد أنّ عشر سنوات من عدم الاستقرار والأزمات الخطيرة التي أثرت على الأمن والتنمية كافية لمعرفة من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء، ومن يحرصون على حماية ليبيا، الشعب يمكن أن قول كلمته وإنهاء السيناريوهات التي لا تشبه الوضع ولن تقدم أدوية ولا حتى مسكنات لبلد تتناحر فيه المصالح متجاهلة أولوية تعبيد طريق المستقبل للأجيال المقبلة.
في كل مرة يعود فيها التوتر ويلوح ببوادر الانقسام، تعود معها أسئلة عديدة من يشد بالخناق، ويقف حجرة عثرة في وجه الانفراج الضروري والذي لا محالة منه، في وقت الشعب الليبي مقتنع بأهمية إسقاط المصالح حتى يبرز في طريقه الضوء، ويتجاوز أحلك فترة في تاريخه بعد الاستعمار.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.