عادت قاعة الحجيج بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، اليوم الأربعاء، لاحتضان ضيوف الرحمن بعد عامين من الانقطاع، بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19).
المشاعر “مميزة ومختلطة”، بين فرحة روحانية للقيا الوجهة المقدسة لموسم حج 1443ه/2022م بالنسبة للحجاج، وإدراك أعضاء البعثة المرافقين لهم “لحجم المسؤولية” الملقاة على عاتقهم.
تقاسم أعضاء وفد الرحلة الأولى لموسم “حج استثنائي” يأتي بعد عامين من الانقطاع بسبب الأوضاع التي فرضتها جائحة كورونا، نفس “التعابير والمشاعر والفرحة الغامرة”، فالشوق إلى الانطلاق نحو البقاع المقدسة كان نفسه بين صفوف 57 حاج وحاجة، تحدثوا بكل امتنان عن سعادتهم لوصولهم إلى هذه المحطة من “سفرية العمر” كما قال كثيرون.
وعبّر لقدور مصطفى وحرمه رانيا، من الجزائر العاصمة الذين التقتهم “وأج”، عن “سعادتهما الكبيرة وهما على بعد خطوة واحدة لانطلاق أول رحلة نحو المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج”، مؤكدان أنهما “انتظرا طويلا هذه اللحظة واليوم أخيرا تحقق الحلم”.
وقال لقدور: “سجلت وزوجتي بشكل منفصل في قرعة 2019، وشاء الله أن نفوز سوية بها، وظروف الجائحة فرضت علينا الانتظار وهو الأمر الذي كان مرهقا للأعصاب ونحن نترقب باستمرار جديد الموضوع، إلى أن جاء موعد اليوم لنتوجه معا إلى بيت الله الحرام”.
تعابير فرحة ضيوف الرحمان وهم يتطلعون إلى مدرج طائرة الخطوط الجوية الجزائرية التي خصصت لنقلهم إلى البقاع المقدسة (رحلة اليوم ستتوجه إلى المدينة المنورة)، قابلتها تعابير ”حزم وصرامة ومسؤولية” لدى أعضاء البعثة المرافقين لهم، من لجان الحماية المدنية والصحة والشؤون الدينية والأوقاف والديوان الوطني للحج والعمرة، إلى جانب مصالح الأمن الوطني والجمارك من الساهرين على تقديم أفضل مرافقة للحجيج في آخر الخطوات الإدارية الخاصة برحلتهم.
وأكد العقيد فؤاد لعلاوي، رئيس لجنة الحماية المدنية ضمن البعثة الوطنية للحج في تصريح لـ وأج أن حج هذه السنة “سيكون استثنائيا بكل المقاييس، فالبرغم من أن تعداد الحجيج وأعضاء البعثة المرافقة لهم قد تقلص إلى النصف، إلا أن الجهد الذي سيعمل الجميع على بذله سيكون بالتأكيد مضاعفا”.
وأضاف: “ظروف جائحة كورونا لا زالت حاضرة بالأذهان، ونحن ندرك حجم مسؤولية 97 من أفرادنا لخدمة حجاجنا كما يجب وحتى نكون عند حسن ظنهم بنا من جهة، ولنشرف صورة الجزائر في هذا الموعد من جهة أخرى”.
وعن اللجنة الطبية، تحدث فرحات عبد القادر في ذات السياق قائلا: “نحن مستعدون لأداء واجبنا ومرافقة حجاجنا في مناسكهم في أحسن الظروف والحرص على سلامتهم، كما أننا واعون كل الوعي بضرورة التواجد المستمر معهم، بغرض التدخل المباشر في حال وقوع أي طارئ”.
من جهته، أكد رئيس اللجنة الدينية للبعثة، الدكتور محند ايدير مشنان، أن “هيئة الإرشاد والفتوى لدى وزارة الشؤون الدينية كانت قد شرعت في عدة نشاطات في المساجد المركزية لتأهيل وتكوين وتوجيه الحجاج المعنيين بأداء هذه الفريضة خلال موسم 2022/1443، وذلك قبيل انطلاقهم نحو البقاع المقدسة”.
وأوضح أن “اختيار عدد من المرشدين الدينيين، جاء حسب التعداد المرخص به بعد تقليص عدد أفراد البعثة لمرافقة الحجيج، حيث سيكون في كل رحلة مرافق واحد على الأقل”، مضيفا أن “تواصل نشاط المرشدين خلال فترة الحج سيشمل، إلى جانب مركزي مكة والمدينة المنورة، بقية المشاعر(منى وعرفة ومزدلفة)”.
وسيتم -على حد قوله- ”تنظيم زيارات حتى إلى غرف الحجيج إلى جانب تنظيم محاضرات يومية، وفتح مكاتب للفتوى بمراكز الإقامة لضمان العمل الجواري والإنصات المستمر لانشغالات الحجاج ومرافقتهم لأداء شعيرة العمرة”.
تجدر الإشارة إلى أن حصة الجزائر من حج هذا الموسم قدرت بـ18697 حاج وحاجة، وتعادل هذه الحصة 45 بالمائة من حصتها في السنوات الأخيرة، قبل أن يتم تقليصها من قبل السلطات السعودية كما بالنسبة لبعثات باقي الدول بسبب الظروف الخاصة بجائحة كورونا.