اعتبر البروفيسور فتحي بن أشنهو، اليوم، أن النظام الصحي في الجزائر أثبت فعاليته ونجاعته طيلة 60 سنة من خلال تركيبته، مؤكدا أن المشاكل والنقائص الموجود في المستشفيات ليست معيارا للحكم على النظام الصحي الجزائري بالفشل والمطالبة بتغييره، محذرا من خطورة اللجوء إلى الخوصصة لما لها من سلبيات على القطاع وحياة المواطنين.
أشار بن أشنهو في ندوة تاريخية بمقر جريدة “الشعب”، حول “واقع المنظومة الصحية في الجزائر بعد 60 سنة من الاستقلال”، أن فعالية النظام الصحي الجزائري مستمد من كفاح ونضال أطباء مجاهدين حاربوا الاستعمار وعاشوا المعاناة والويلات في الجبال دفاعا عن الوطن وحماية للمناضلين، فأنجزوا نظاما صحيا جيدا صالح لكل زمان ومكان.
وذكر بن أشنهو أن هؤلاء الأطباء كانوا مدركين لاحتياجات ووضعية الجزائريين والمشاكل والأمراض التي كانوا يعانون منها وهم الحاصلون على الاستقلال حديثا، لذلك تمكنوا من خلق نظام صحي أثبت مع مرور السنين فعاليته.
وأبرز البروفيسور أنه رغم غياب ميزانية وأموال في السنوات الأولى التي أعقبت الاستقلال، إلا أن الأطباء الجزائريين استطاعوا بناء منظومة صحية قوية بالالتزام والرغبة في خدمة الشعب والبلد.
وقال بن أشنهو إن المشاكل والنقائص الموجود في المستشفيات ليست معيارا للحكم على النظام الصحي الجزائري بالفشل والمطالبة بتغييره، معتبرا أن هذا الأخير هو نفسه في السبعينات والثمانينات حين كانت المنظومة الصحية في الجزائر في أوج نجاحاتها، لهذا يرى بن أشنهو أن الاشكال حاليا موجود في كيفية تطبيقه واحترام تركيبته والأشخاص الذين يقومون بذلك.
لهذا يطالب بن أشنهو بإجراء دراسة دقيقة ومعمقة للنظام الصحي في الجزائر منذ الاستقلال إلى يومنا هذا للوقوف على أسباب المشاكل الحالية، كاشفا عن وجود “اعتداءات” على النظام كانت وراء عدم فعاليته في الوقت الحاضر.
وفي تفسيره لذلك ذكر بن أشنهو أن الأطباء يتحملون مسؤولية كبيرة في تطبيق النظام الصحي بشكل ناجع، بحيث ـ حسبه ـ يلاحظ وجود نقص في التكوين الأصلي للأطباء والممرضين، متسائلا هل هم يتكونون للعلاج والتكفل بالمواطنين في إطار الصحة العمومية أو بهدف العمل فقط بمستشفى مصطفى باشا؟؟
ولاحظ بن أشنهو أن الفاعلين في القطاع الصحي أغلبهم راضين على النظام الحالي ويعتبرون أن الاشكال المطروح هو في تطبيقه، مركزا على أهمية التربية الصحية في إنجاح أي منظومة صحية في العالم، مستشهدا بالدول المتقدمة التي تستغل الأموال والميزانيات من أجل إنتاج الأدوية والوسائل وتوفير الإمكانيات المختلفة لتحسين قطاعها الصحي.
وفي سياق آخر حذر البروفيسور من خطورة خوصصة النظام الصحي في الجزائر، مشيرا أن التجارب التي حدثت في دول أخرى أثبت فشلها وسلبيتها الكبيرة على القطاع والمواطنين، داعيا المسؤولين إلى تجنب فتح المجال لذلك، لأن اللجوء للخوصصة سيفتح المجال ـ حسبه ـ لارتفاع الأسعار وخطورة على صحة المواطنين.