أكد الرئيس المدير العام لشركة “راي لوجيستيك ” الهادي جوماغ، في منتدى “الشعب الاقتصادي”، الأربعاء، أن آفاق وسبل ترقية الشحن البري في الجزائر واعدة، شريطة توفر المناخ الملائم للنهوض بميدان اللوجيستيك، الذي لا يمكن ربطه بنقل البضائع فقط، بل يتعدّاه لتوفير المخازن والنظم المعلوماتية والتحكم في أحدث تقنيات هذه النظم، مثنيا على الكفاءة الجزائرية خاصة إطارات الشركة الذين تمكنوا من إنشاء نظام معلومات أكثر أمنا على اقتصاد الشركة وبيانات البلد بشكل عام.
يعول العالم اليوم على اقتصاد نظيف وأقل تكلفة من خلال التقليل إلى أقصى قدر ممكن من الإنبعثات والتكاليف المصاحبة للنقل بمختلف أنواعه، خاصة إذا ما تعلق الامر بنقل البضائع والسلع لمسافات طويلة وبلد لآخر.
“وفّرنا نظما معلوماتية للنقل أكثر نجاعة وأمنا لاقتصادنا”
في الجزائر تبرز شركة “راي لوجيستيك” كواحدة من أهم شركات النقل البري الطرقي، والنقل البري بالسكك الحديدية في الجزائر، بقدرات تجاوزت 100 شاحنة نقل للسلع والبضائع، وفرص نقل البضائع عبر السكك الحديدية من خلال هياكل وقدرات الشركة الأم ” الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية”.
وتنفرد شركة “راي لوجيستيك” بإستراتيجية نقل تعتمد على توفير التكلفة المصاحبة للنقل البري الطرقي من خلال تسخير مقطورات السكك الحديدية لنقل البضائع إلى أقصى خط تصله شبكة السكك الحديدية في البلاد.
وأوضح الرئيس المدير العام لشركة “راي لوجيستيك” الهادي جوماغ، في منتدى “الشعب الاقتصادي” بمقر مواقع الشعب الالكترونية، بعنوان “آفاق وسبل ترقية الشحن البري في الجزائر”، أن الشركة تسعى لتنويع وسائط الشحن البري واستغلال المنظومات الموجودة في النقل البري الطرقي، والنقل البري السككي للتقليل من التكلفة الاقتصادية للشحن.
وقال جوماغ: “عانينا من فلسفة اقتصادية في وقت سابق تقضي بتكفل الشركات المنتجة بجميع مراحل حياة المنتج إلى غاية وصوله إلى المستهلك”، واليوم تم مشاركة مراحل وصول المنتوج الى المستهلك أو صاحب الطلب مع كل المتعاملين الاقتصاديين، إذ يقوم كل متعامل بدوره المتمم لعمل الآخر من بينهم الشركات المتعلقة بالجانب اللوجستيكي.
وأضاف ضيف منتدى “الشعب الاقتصادي”ّ أن مصطلح اللوجستيك لا يعني بالضرورة نقل السلع فقط، فاللوجيستيك يقتضي توفير مخازن وأنظمة معلوماتية وتطبيقات تكنولوجية لربح الوقت والجهد، مذكرا بمثال عن إستراتيجية النقل لدى الشركة في استغلال خط السكك الحديدية، كتوفير خط نقل بالسكك الحديدية من بطيوة في وهران، إلى رويبة بالجزائر من اجل نقل منتج شركة توسيالي وتوزيعه على ولايات الوسط.
وأشار إلى أن شركة توسيالي تستطيع بلوغ متوسط انتاج يفوق 3 آلاف طن يوميا ما يعني الحاجة الى 1000 شاحنة تشغل الطريق الرباط بين غرب البلاد ووسطها للتوزيع، مشيرا الى أن دراسات حديثة أكدت على أن كل مقطورة من النقل بالسكك الحديدية تعادل حمولة 3 شاحنات، ما يساهم في تجنب استعمال 3 شاحنات للطرق البرية.
وأكد جوماغ ان الدراسات الاقتصادية أثبتت أن النقل السككي هو أفضل وسيلة لنقل البضائع المسافات التي تفوق 300 كلم، من ناحية الجدوى الاقتصادية.
“بلغنا رقم أعمال مليار دينار رغم إمكانياتنا المحدودة”
وأفاد ضيف “الشعب الاقتصادي”، أن النقل بالسكك الحديدية الذي توفره الشركة يساهم في التقليل من الازدحام المروري، هذا الأخير يكلف 100 مليون دولار سنويا كخسائر في الاقتصاد الوطني، مؤكدا ان الشركة تسعى إلى توسيع نشاطها وبلوغ كل ولايات الوطن وفق إستراتيجية سنة 2030.
وكشف الهادي جوماغ، أننا في وقت سابق كُنا نستورد 6 ملايين طن من الأسمنت، واليوم لدينا 20 مليون طن فائض في هذه المادة يجب أن توجه نحو التصدير.
وأفاد بأن الشركة رافقت عملية التصدير في منتوج الأسمنت والكلنكر، وقامت بإنجاز قاعدة لوجيستيكية بالطاهير بولاية جيجل، لتخزين مادة الكلنكر الموجه للتصدير.
وقال جوماغ: “أنجزنا ثلاث مخازن حتى الآن بطاقة استيعاب 50 الف طن، وشرعنا في إنجاز ثلاث مخازن أخرى للوصول الى 120 الف طن”، مشيرا إلى أن توسيع تجربة القواعد اللوجستيكية ببعض ولايات الوطن يدخل ضمن مخطط الشركة، خاصة في مدينة وهران غرب البلاد لقربها من مصنع إسمنت بشار الذي دخل حيز الخدمة مارس 2020.
وفي إطار الموائمة بين النقل البري الطرقي والنقل البري السككي، ذكر جوماغ أن شركة “راي لوجيستيك” بصدد إنجاز قاعدة لوجيستيكية بالخروب بقسنطينة لاستقبال السلع القادمة من موانئ الساحل الشرقي والسلع الموجهة نحوها.
وكشف الرئيس المدير العام رقم أعمال شركة “راي لوجيستيك” إذ تستثمر حوالي 1 مليار دينار سنويا وتصل نصف مليار دينار أرباح (500 مليون دينار).
رقمنة محلية حديثة وأكثر أمنا لبيانات الشركة
ونوّه ضيف منتدى “الشعب الاقتصادي” بالكفاءات الجزائرية، قائلا “الشباب الجزائري المكون في الجامعة الجزائرية متمكن الى حد كبير من التقنيات التي تتحكم في النظم المعلوماتية”، كاشفا معضلة في هذا الجانب فإطارات الشركة تتعرض لإغراءات العمل خارج الجزائر وهي تجتهد دائما للحفاظ على كفاءاتها بالجزائر.
وأوضح جوماغ أن الشركة تمكنت من رقمنة وحفظ بيانات مهمة عن طريق أنظمة معلوماتية منتجة محليا من طرف كفاءاتها وإطارات منزوية تحت لوائها، في وقت كانت هذه البيانات عُرضة للتسريب بسبب الاعتماد على أنظمة معلوماتية أجنبية.
وكشف الرئيس المدير العام للشركة ان هناك بعض المؤسسات الوطنية التي لا تزال تعتمد على نظم معلوماتية أجنبية قد تُعرّض بياناتها لخطر التسريب، داعيا في نفس الوقت هذه المؤسسات لتجريب منتج شركة “راي لوجيستيك” في نظام المعلومات الأكثر أمنا وثقة مقارنة بما تعرضه الشركات الاجنبية.
وأضاف جوماغ قائلا:”عن طريق أنظمتنا المعلوماتية تمكنا من استغلال رحلات العودة لشاحنات النقل البري”.