القرية الأولمبية مفخرة المرافق الرياضية المسخرة لصالح ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران بالنظر إلى حجم المرفق الرياضي المميز والذي سيكون في خدمة الرياضيين المشاركين.
استغلت بعثة “الشعب” فرصة تواجدها بوهران من أجل زيارة هذا المرفق الرياضي والاطلاع على كل ما يجود به من مميزات وإمكانيات ستساهم لا محالة في إنجاح احتضان وهران لألعاب البحر الأبيض المتوسط، كما أنه سيكون إضافة كبيرة إلى المرافق الرياضية الجزائرية بعد نهاية الألعاب، حيث سيوضع تحت تصرف الرياضيين والمنتخبات الوطنية للاستفادة منه في ترقية المستوى والتحضير للمشاركة في مختلف الاستحقاقات.
نجاح تنظيم أيّ حدث رياضي كبير يمر عبر توفر الهياكل اللازمة التي تسمح بظهور المنافسات في شكل أفضل وفي حالة احتضان وهران لألعاب البحر الأبيض المتوسط تم المراهنة بنسبة كبيرة على القرية الأولمبية لتكون في واجهة الصورة لمنح وجه آخر عن قدرة الجزائر على بناء وتشييد مرافق رياضية من مستوى عال تكون في خدمة الرياضيين المشاركين.
ألعاب البحر الأبيض المتوسط هي منافسة يكون فيها التنافس مفتوحا في العديد من الرياضات والتخصّصات وفي هذه الحالة يكون تواجد القرية الأولمبية أمرا مهما للغاية لأنه يجمع كل الرياضيين من كل البلدان ويمنحهم القدرة على التواصل فيما بينهم في مكان واحد تلتقي فيه كل الثقافات والحضارات وهذا الاختلاف هو الذي يمنح التميز لهذا الحدث الرياضي مقارنة بالأحداث الرياضية الأخرى.
تنظيم حدث رياضي كبير يكون من أجل المنافسة على الألقاب والتتويجات إلا أنّ الأهم في مثل هذه التظاهرات هو جمع أكبر عدد من الرياضيين في مكان معين ومنحهم الفرصة لتبادل الأفكار من خلال العيش معا وهو العامل الايجابي الذي يساهم في نجاح حدث رياضي من هذا النوع.
خصوصية القرية الأولمبية أو المتوسطية بحكم أن تسميتها مرتبطة بالحدث وهو ألعاب البحر الأبيض المتوسط تتمثل في أنها تسمى “قلب الألعاب” أي مركز كل الرياضات ففيها يقضي كل الرياضيين معظم أوقاتهم خلال فترة تواجدهم في المنافسة وهو ما يمنحها الأهمية اللازمة خلال الحدث الرياضي.
قبل انطلاق منافسة بحجم ألعاب البحر الأبيض المتوسط أهم مرفق يحظى بزيارة الجميع هو القرية المتوسطية وهو ما قمنا به، حيث كانت الفرصة مواتية من أجل أخذ فكرة موسعة عن سعتها والإمكانيات المتوفرة بداخلها لصالح الرياضيين دون نسيان النشاطات المبرمجة لصالحهم ومستوى الخدمة في الغرف والمطعم، حيث كانت كل الأمور تسير في الطريق الصحيح ويعكس مدى جاهزية وهران لهذا الحدث المتوسطي الكبير.
مساحات كبرى مستغلة بشكل مميّز
تقع القرية المتوسطية في بئر الجير شرق مدينة وهران وتتربع على مساحة إجمالية قدرها 39 هكتار وهي مساحة كبيرة إلا أنّ الأمر المميز هو أنها مستغلة بطريقة جيدة للغاية ولم يتم ترك أيّ مكان غير مستغل فهي عبارة عن مساحات سكنية مخصّصة للوفود المشاركة من رياضيين ومدربين ورؤساء البعثات.
خصّصت اللجنة المنظمة على مستوى القرية المتوسطية 2963 غرفة لصالح الرياضيين والمدربين منها 48 غرفة لرؤساء البعثات وخلال تفقدنا لإحدى الغرف الجاهزة لم نجد أيّ فارق بينها وبين غرفة في فندق راق من أربع نجوم، حيث وضعت اللجنة المنظمة كافة الإمكانيات لضمان رفاهية وأمان سكان القرية المتوسطية خلال فترة الألعاب.
تقدر سعة استيعاب القرية المتوسطية 4280 رياضي ورياضية وهو رقم كبير لكنه ليس بالقياسي، إلا أنه على المستوى الاقليمي من الصعب إيجاد قرية أولمبية تستطيع استيعاب هذا العدد الكبير من الرياضيين والرياضيات وضمان لهم غرف من نوعية فخمة ويرى كل من زار القرية أنّ الرياضيين المشاركين محظوظين بهذا الصرح الرياضي المهم.
وتبلغ مساحة المنطقة السكنية 16 هكتار بينما تبلغ مساحة المنطقة العملية 13 هكتار وفيما يخصّ ساحة القرية فتقدر مساحتها بـ 10 هكتار، أما مساحة الهياكل المؤقتة فهو 3100 متر مربع ولم تفوّت اللجنة المنظمة لفرصة لتخصيص مساحات خضراء بالقرية المتوسطية تقدر مساحتها بـ 9.3 هكتار، أما مساحة مباني الإقامة فتقدر بـ 62000 متر مربع و مساحة الفضاءات الملحقة تقدر بـ 21500 متر مربع.
توزيع الهياكل والمرافق على المساحة المخصّصة للقرية المتوسطية في المستوى، فقبل الدخول إلى هذا المرفق الرياضي يلاحظ أنّ البوابة كبيرة ومميزة وتمنح هذا المرفق الرياضي الفخامة والجاذبية التي يحتاجها، كما أنه يزيد من فضول الزائر في معرفة ما تكتنزه في الداخل من مرافق وهياكل وضعت لصالح الرياضيين والرياضيات. تتوفر القرية المتوسطية على ملعب كرة قدم كبير وخلال زيارتنا له لاحظنا درجة الإتقان في أبهى صورها فالملعب في صورة رائعة وكبير بحجم يسمح للفرق التي ستقوم بالتحضير عليه بضمان أفضل وسائل التحضير للمواعيد الكبرى، حيث يعد الملعب مكسبا مهما لهذا الصرح الرياضي وإضافة كبيرة للمرافق الرياضية المتواجدة في وهران.
خلال التجول في القرية المتوسطية يحسّ الإنسان بالراحة النفسية خاصة أنّ المهندس الذي قام بوضع مخطط المبنى لم يغفل أهمية استغلال المساحة المتواجدة بطريقة جيدة، فهناك مثلا مساحة واسعة بين الأجنحة التي تتواجد بها الغرف والطرق المتواجدة في الوسط كبيرة والتي خصّصت للسيارات وهناك طرق أخرى للراجلين متواجدة في وسط المساحات الخضراء وخلال المرور عليها يحسّ الإنسان براحة نفسية هو في حاجة إليها وهنا نقصد الرياضي بعد يوم شاق من المنافسة.
سوق صغير للترويج لما تزخر به الجزائر
لم تفوّت إدارة القرية المتوسطية بقيادة البطل العالمي في سباق 800 متر، عيسى قرني جبير، الفرصة من أجل استغلال تواجد الآلاف من الرياضيين من مختلف البلدان من أجل الترويج بكل ما تزخر به الجزائر من خيرات والتعريف بقدراتها السياحية، وهذا من خلال تخصيص مساحة تكون عبارة عن سوق صغير يمكن من خلالها التعرف على الجزائر العميقة.
إدارة القرية المتوسطية قامت باستغلال إحدى المساحات المتواجدة في الساحة الرئيسية، حيث ستوضع بها خيم توزع بداخلها مساحات مخصصة لـ50 متجر يقوم ببيع كل ما تجود به الجزائر من خيرات، إضافة إلى المنتوجات التقليدية وهنا ستكون الفرصة مواتية أمام الوافدين من رياضيين من مختلف البلدان من أجل التعرف على ما تجود به الجزائر واقتناء العديد من المنتوجات التقليدية التي لن يجدونها في مكان آخر.
وفرت الإدارة من خلال هذا الإجراء على الرياضيين عناء التنقل إلى الأسواق المحلية في مدينة وهران من أجل اقتناء المنتوجات التقليدية وأخذها كذكرى معهم بعد نهاية الألعاب، حيث سيستغلون فرصة التواجد في القرية خلال أوقات الفراغ من أجل اقتناء بعض الهدايا التقليدية.
العامل المالي مهم وضروري في مثل هذه الأحداث الرياضية، حيث ستكون مداخيل القرية كبيرة من هذا الجانب، خاصة أنّ عدد الرياضيين كبير وهو ما عكسه العدد الكبير من المتاجر الذي وفرتها الإدارة داخل الخيم والتي تقدر بـ50 متجر وهو عدد كبير والأمور ستكون إيجابية من هذا الجانب فقد تم ضرب عصفورين بحجر، الأول هو التعريف بالصناعات التقليدية الجزائرية والثاني هو إدخال أموال إلى خزينة القرية من هذا الاستثمار.
ضمان راحة وأمن الرياضيين
التواجد داخل القرية المتوسطية لن يعزل ساكنها عن العالم الخارجي فالإدارة عملت على توفير كافة الضروريات اللازمة لضمان راحة وأمن الرياضيين، وهو ما يعكس جملة الإجراءات المتبعة في هذا المجال والذي سيلاقي لا محالة استحسان الرياضيين والرياضيات من مختلف البلدان.
كما قامت الإدارة بتركيب كاميرات المراقبة والتي يقدر عددها بأكثر من 150 كاميرا وهو رقم كبير، حيث وضعت بعناية شديدة في مختلف المرافق التي تتوفر عليها القرية، سواء في الساحات أو المساحات الخضراء دون نسيان المطاعم والأروقة على مستوى المجمعات السكنية، مع العلم أنّها وضعت من طرف مختصين في المجال.
لضمان راحة الرياضيين خصّصت الإدارة مساحة وضعت على مستواها بعض الخيم ستكون بداخلها موزعات آلية من أجل ضمان قدرة الرياضيين بالحصول على السيولة المالية اللازمة، وهذا من خلال توفير عليهم عناء التنقل إلى البنوك وهو أمر إيجابي كان لا يجب إغفاله من طرف المسؤولين عن القرية المتوسطية.
يجب أن لا يحس الرياضي المتواجد في القرية المتوسطية بالغربة وبالتنسيق مع الشركات المتخصّصة في مجال الاتصالات سيتم توفير خدمة الانترنت المجاني ذو التدفق العالي وهو الأمر الذي سيمسح للرياضيين بولوج وسائل التواصل الاجتماعي بكل سهولة من أجل التواصل مع ذويهم وعائلاتهم خلال فترة تواجدهم بوهران.
عملت إدارة القرية المتوسطية على توفير كافة وسائل الراحة للرياضيين وهو الأمر الذي نجحت فيه إلى حد كبير، حيث يرتقب أن ينال هذا الأمر إعجاب الوافدين من مختلف البلدان من أجل المشاركة في هذا الحدث الرياضي الكبير.
برمجة سهرات فنية وترفيهية
برمجت إدارة القرية المتوسطية برنامجا ثريّا من الناحية الترفيهية لصالح الرياضيين والرياضيات من مختلف البلدان والذين سيحلون تباعا بالمدينة خلال الفترة المقبلة، وهذا من أجل تفادي الملل والقلق التي قد تنتاب الرياضي قبل وأثناء وبعد المنافسة وهذا من خلال برمجة سهرات فنية بالقرية.
الهدف من برمجة هذه السهرات الفنية في المقام الأول هو التعريف بالتنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر وخاصة منطقة الغرب الجزائري بحكم أنّ الألعاب تجري في مدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري ومن الطبيعي أن يتم التعريف بالموروث الثقافي الذي تزخر به المنطقة.
تفادي عوامل الملل والقلق الذي ينتاب الرياضيين من العوامل التي حفزت إدارة القرية على برمجة هذه السهرات الفنية التي ستمتد على مدار الأيام التي ستجري فيها ألعاب البحر المتوسط وهو الأمر الذي يمنح الرياضي استراحة نفسية هو بحاجة ماسة إليها خلال فترة الألعاب وتفادي الضغط الذي قد يتعرض له.
الهدف من برمجة هذه السهرات الفنية، في المقام الأول، هو التعريف بالتنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر وخاصة منطقة الغرب الجزائري بحكم أنّ الألعاب تجري في مدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري ومن الطبيعي أن يتم التعريف بالموروث الثقافي الذي تزخر به المنطقة.
تفادي عوامل الملل والقلق الذي ينتاب الرياضيين من العوامل التي حفزت إدارة القرية على برمجة هذه السهرات الفنية التي ستمتد على مدار الأيام التي ستجري فيها ألعاب البحر المتوسط، وهو الأمر الذي يمنح الرياضي استراحة نفسية هو بحاجة ماسة إليها خلال فترة الألعاب وتفادي الضغط الذي قد يتعرض له.
برمجة هذه السهرات الفنية لم يؤثر على السير الحسن لراحة الرياضيين في القرية لأن مكان تنظيمها بعيد نسبيا عن مكان إقامة الرياضيين في المجمعات السكنية، وهذا من أجل تفادي الإزعاج الذي قد يتعرضون له، خاصة أنّ العديد منهم سيكون مطالب بالتركيز قبل دخول المنافسة.
مرفق في خدمة الرياضة مستقبلا
لن يحتاج رياضيو المنتخبات الوطنية السفر إلى الخارج من أجل التحضير لمختلف المواعيد التي تنتظرهم بعد دخول القرية المتوسطية حيّز الخدمة، حيث ستكون في خدمتهم بعد نهاية ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهنا وجب التنويه بأهمية هذا المرفق الرياضي بالنسبة للرياضة الجزائرية بصفة عامة وعلى مستوى الغرب الجزائري بصفة خاصة.
الكثير من الرياضيين كان يشتكي من كثرة المرافق الرياضية في العاصمة وهو ما يجعلهم مطالبين بالسفر إليها من أجل التحضير من خلال قطع مسافات طويلة والأمر لن يكون كذلك خاصة بالنسبة لرياضيي الجهة الغربية من الوطن بما أنه سيكونون مطالبين بالتنقل إلى وهران من أجل التحضير وهو الأمر الذي يوفر عليهم عناء السفر.
القرية المتوسطية ستدخل حيز الخدمة لصالح الرياضة الجزائرية بعد نهاية الألعاب وهو الأمر الذي يعد أكثر من إيجابي بالنظر إلى حاجة الرياضيين الجزائريين إلى مرفق رياضي من هذا النوع يتوفر على كل الظروف الملائمة للتحضير الجيد بالنسبة للرياضيين قبل المشاركة في الأحداث الرياضية الكبرى.
كل الرياضات ستكون معنية بالتحضير في القرية المتوسطية، وهو العامل الإيجابي الذي تم وضعه في الحسبان عند إنشائها، حيث لن يجد الرياضيون أيّ صعوبة في التحضير، من خلال استغلال المرافق والهياكل التي تتوفر عليها القرية وهو الأمر الذي سينعكس إيجابا على الرياضة الجزائرية.