عادت أخبار كوفيد المشؤوم، لتتصدّر واجهات وكالات الأنباء العالمية، بعد إعلان اليابان عن تسجيل أكثر من 15 ألف حالة جديدة في يوم واحد، وإعلان الإمارات العربية المتحدة عن أكثر من ألف حالة، إضافة إلى حالات أخرى عبر العالم، لعل يكون أهمّها إعلان رئيس الوزراء الكندي عن إصابته بالفيروس اللّعين للمرة الثّانية.
ولا نعرف إن كان الأمر يستدعي حالة طوارئ عالمية جديدة، كمثل التي شهدناها مع انتشار الجائحة أوّل مرّة، غير أنّ الحذر يبقى واجبا في كل الحالات، لأنّ تجربتنا مع الفيروس اللّعين لم تكن هيّنة، وليس هناك من يرغب في تكرار المرور عبر دهليز «الحجر» الذي عطّل مصالح الناس، وأرهق أعصابهم، ونال، بإكراهاته، من مقدّراتهم؛ وعلى هذا، لا يكون أمامنا سوى الحذر والاحتياط، تجنّبا لجائحة جديدة.
ونعتقد أن الخبرة التي اكتسبناها في التعامل مع الفيروس اللّعين، تكفل لنا تجاوز مصاعبه. ولكن الأمر، في مجمله، يبقى معلّقا على مدى الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين، فما نسمع من أخبار اليوم، يحدّث عن أخطار محدقة، يمكن تجاوزها إن التزم الجميع بتدابير الوقاية، وحرصوا على أسباب السّلامة. فالأرقام المتداولة حول كوفيد، لا تترك أي مجال للتهاون، ولا لعدم الاعتبار ممّا سبق، تماما مثلما لا تفسح المجال لـ(المتقوّلين) و(هواة الكلامولوجي) كي يتحدّثوا عن حرب مفترضة يقودها بعضهم، أو مؤامرة إعلامية تستهدفهم، فهذا كلّه يمكن تجاوزه، بمجرد الحرص على النّظافة، بعيدا عن التحاليل الفاهمة التي لا تسمن ولا تغني..
ولسنا نشكّ مطلقا بأن افتراض جائحة جديدة مستبعد حاليا، خاصة وأن نسبة عالية من مواطنينا، نالت حظّها من اللقاح المضاد للفيروس. غير أن الأرقام المتداولة تفرض علينا التنبيه إلى ضرورة الالتزام بالحذر، والواجب الإنساني يقتضي الحفاظ على سلامة الجميع..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.