ما زالت المخاوف قائمة بخصوص سرعة الحسم في الخلافات داخل البيت الليبي المتصدّع، في وقت لا يقبل أي أحد من الليبيين العودة إلى المربّع الأول واستعادة هول تمزيق الأمن، بل يستعجلون التّوافق كصمّام أمان يتنفّسون معه الصّعداء، مهما كلّفهم من تنازلات سياسية داخلية من أجل بلدهم، فجميع الأصوات المحذّرة من الصّدام تؤيّد تفعيل المسار السياسي، وبلوغ تنظيم الانتخابات لوأد شبح الانقسام من جذوره.
تجاذبات عديدة لم يطمئن لها عديد الليبيين، لكن ما يجب أن يعلمه هذا الشعب الذي عانى طويلا أن مفاتيح الحل ما زالت بقبضته، ولا يمكن أن تفتح أبواب السلام ويستتب الاستقرار ويعود الأمن، إلا بهذه المفاتيح التي تقتضي، العودة إلى رسم معالم المرحلة بدقة لتجاوز ما يعكر صفو المسار السياسي قبل أن ينسف من طرف الأعداء، المؤجّجون للفوضى والموالون للجهة التي تحرص على تدمير كل ما له علاقة ببناء ليبيا الجديدة بداية من مؤسسات الدولة إلى القضاء النهائي على العنف وطرد المرتزقة بعيدا عن أسوارها.
من حق الليبيين أن يحلموا بغد أفضل وبمستقبل خال من الدمار والعنف والفرقة، ومع مرور الوقت بسبب طول عمر أزمتهم المزلزلة للحياة المستقرة، لن يقفوا مكتوفي الأيدي بل يتحرّكوا باتجاه مناشدة السلم ووحدة الصف، واستعادة المسار السياسي من أيدي أصحاب المصالح، في وقت ما زال ينظر بتفاؤل إلى مختلف المؤشرات الإيجابية التي تمّ التوصل إليها خلال اجتماعات المسار الدستوري المنعقدة مؤخرا، حيث ضمّت وفدي مجلسي النواب والأعلى للدولة، خاصة على صعيد ما أحرزته من تقدم كبير فيما يتعلق بالتوافق على ما لا يقل عن 180 مادة في مسوَّدة الدستور، وبالإضافة إلى ترقب بلوغ تطابق في وجهات النظر خلال الساعات أو الأيام المقبلة لأنه ليس مستبعدا أو مستحيلا، لتطوى صفحة عويصة من تاريخ ليبيا يمكن وصفها بالمنعرج الحساس.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق