من أهم قرارات اجتماع مجلس الوزراء الأخير، اعتماد اللغة الإنجليزية بداية من الطور الابتدائي، بعد دراسة عميقة لخبراء ومختصين، مع الأخذ بعين الاعتبار ثقل المحفظة المدرسية والعمل على إطلاق فوري لاستشارة واسعة بين الفاعلين في قطاع التربية.
تدريس اللغة الانجليزية في الطور الابتدائي، محل نقاش وسط الأسرة التربوية، وفاعلين في مجالات أخرى في السنوات الأخيرة، التي ارتفعت فيها مطالب بتعميم تدريس هذه اللغة الأجنبية، واستعمالها، بالنظر إلى ريادة هذه اللغة وتفوقها في مجالات مهنية وعلمية كثيرة، فضلا عن أنها اللغة رقم واحد في العالم.
ويشير متابعون للشأن التربوي إلى أهمية اعتماد اللغة الانجليزية بداية من الطور الابتدائي، بحجم ساعي يتناسب وقدرات التلاميذ ويراعي مناهج وأنشطة التدريس الحالية، في خطوة تساهم – حسبهم- في تحسين نوعية التمدرس في التعليم التربوي.
خطوة سديدة
قرار تدريس اللغة الانجليزية في الطور الابتدائي، حسب تصريح الناشط التربوي كمال نواري لـ “الشعب أونلاين”، خطوة تخدم المسار العلمي للتلميذ: “نثمن قرار مجلس الوزراء القاضي بإدراج اللغة الانجليزية في الطور الابتدائي، خطوة كنا في حاجة إليها بالنظر لاستعمالات هذه اللغة في ميادين كثيرة وتحتل المرتبة الأولى عالميا.”
وبخصوص التحضيرات التي تتطلبها إدراج تدريس لغة أجنبية جديدة في الطور الابتدائي، من حيث منهج التدريس وعدد الأساتذة، يشير نواري إلى إمكانية الاستعانة – في مرحلة أولى- بأهل الاختصاص من أساتذة حاصلين على ليسانس في اللغة الانجليزية.
ويعتقد نواري أنه سيتم اللجوء إلى مسابقة أو انتداب بصفة مؤقتة، على اعتبار أنه لا يوجد تخصص لغة انجليزية طور ابتدائي في المدارس العليا للأستاذة.
وفي شق مغاير، يرى المتحدث أنه لا يجب أن يكون تدريس الانجليزية اختياريا: “بل إجباريا حتى لا نقع في فخ التفضيل بينها وبين الفرنسية، ومن الأفضل أن تدرج في السنة الثالثة من التعليم الابتدائي”
ويواصل حديثه: ” الأمر لا يتعلق بتعويض لغة بلغة، نتكلم عن لغة ضرورية جدا في الحياة العلمية والمهنية، كل الدراسات والبحوث باللغة الانجليزية، لذلك من المهم جدا تكوين جيل من التلاميذ يتقن هذه اللغة”.
عبئ المحفظة
وبخصوص إضافة مادة جديدة لتلاميذ الطور الابتدائي، في خضم مطالب لأولياء التلاميذ ونقابات التربية بضرورة تخفيف المحفظة، يبرز نواري أن مجلس الوزارء لم يغفل هذه النقطة بدليل أن الرئيس تبون وجه تعليمات بإطلاق فوري لاستشارة واسعة بين الفاعلين في قطاع التربية، بهدف لخروج بنظرة موحدة، حول ظاهرة ثقل المحفظة المدرسية، واعتمادها مباشرة.
من جهة أخرى، يرى نواري أن هناك عوامل كثيرة تسهل عملية تدريس اللغة الانجليزية للتلاميذ في الطور الابتدائي، منها ما يتعلق بميول الجيل الحالي لهذه اللغة لعوامل معينة: ” تكنولوجيا الهواتف ووسائط التواصل الاجتماعي سمحت بالتفتح أكثر على اللغة الانجليزية واكتساب معارف معينة، وبالتالي هي فرصة لتعميمها في الطور الابتدائي”.
وكان وزير التربية عبد الحكيم بلعابد، قال إن الوصاية تعمل على تمكين التلاميذ من التحكم في لغتين أجنبيتين على الأقل للتفتح على العالم كما نص عليه القانون التوجيهي للتربية، وأشار أن دائرته الوزارية “تعمل جاهدة على ترقية اللغة الإنجليزية والمدرجة ابتداء من السنة الأولى متوسط.”
وأضاف في رده على سؤال لنائب برلماني أن “اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي تتطلب تحضيرا محكما وفق محطات تربوية وتنظيمية ضرورية، تتعلق بإعادة النظر في منهاج اللغة الإنجليزية”، ونوه بضرورة توفير وتحضير مختلف الوسائل، مثل “الوسائط ديداكتيكية والدعائم، من كتب وأشرطة سمعية بصرية مناسبة”.