بعد حالة الهستيريا التي أحدثها موضوع مادة علوم الطبيعة والحياة في تلاميذ شهادة «البيام»، قررت المفتشية العامة تعديل الإجابة النموذجية، ووجهت أوامر إعادة التصحيح، بعد أن كشفت عينة من الإجابات علامات كارثية في المادة، ما يعني أنه يعاد التصحيح بسلم نقاط جديد، لعله يساعد المترشحين على الحصول على الأقل على المعدل في هذه المادة، والسؤال المطروح على أيّ أساس تمت صياغة أسئلة المادة؟ ولماذا إضفاء عليها كل هذه الصعوبة؟
قد نفهم أن صعوبة الدروس في الطورين المتوسط والثانوي، من أجل الرفع من مستوى التلميذ، لكن هذا لا يعني أن يصدم بأسئلة حتى الأساتذة ذاتهم اشتكوا من صعوبتها، فما الهدف من ذلك؟
وإذا كان هذا وضع أسئلة مادة العلوم بالنسبة لامتحانات شهادة «البيام»، فإن مادة الرياضيات بالنسبة لمترشحي شهادة البكالوريا، لا تقل سوءا، هذه المادة التي أبكت وأصابت الكثير من التلاميذ بالإرباك وبإحباط كبير، سواء الشُّعب الرياضية أو العلمية، عقب اجتيازهم لاختبار هذه المادة. كما اشتكى المترشحون من ورود أسئلة من دروس خارج البرنامج الدراسي، بالإضافة إلى «الأفخاخ» التي حوتها الأسئلة التي لم تكن منتظرة.
فكيف سيتم التعامل مع وضع مماثل؟ يُنتظر أن يحدث مع تلاميذ القسم النهائي، حيث يتوقع أن تكون نتائج امتحان الرياضيات والعلوم بالنسبة للشعبتين المذكورتين كارثية، تؤكدها انطباعات المترشحين وحتى بعض الأساتذة الذين وجدوا أنها صعبة؟ فهل سيلجأ إلى إعادة التصحيح بسلم تنقيط جديد؟ متى ستتخلص الشهادات من هذه الشوائب التي ظلت لصيقة بها؟ أوقفت الجائحة إجراءها، وشهدت تسريبات للمواضيع شوشت أذهان الممتحنين، وكذا الغش، ليفاجأ المترشحون بأسئلة غير متوقعة، حتى صياغتها فيها ما يقال، فما هي مبررات هذا الفعل؟ نحتاج إلى الأجوبة وإلى تفسير ما حدث بشكل ضروري، لأن المسألة تتعلق باستهداف هذه الشهادات في مصداقيتها.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.