حققت الجزائر نجاحات كبيرة من الإستقلال ولغاية 1988، بفضل نضال وعزيمة واستمرار الشعب والشباب آنذاك الذي رفع تحدي معركة بناء البلاد، بعد أن تركها الاستدمار الفرنسي دمارا وخرابا وشعبا فقيرا، مريضا وجاهلا، بحسب شهادة الوزير السابق وعضو مجلس الأمة كمال بوشامة.
الوزير السابق كمال بوشامة كان من بين الشباب الذين خاضوا مرحلة البناء بعد الاستقلال، وقد قارن بين مرحلة ما بعد الاستقلال والآن، وكيف أن شباب الأمس ساهموا بكل عزيمة وتفان وقناعة في بناء الوطن.
وأكد لدى نزوله ضيفا على منبر “الشعب” بمناسبة الذكرى 60 لاسترجاع السيادة الوطنية.أن مساهمتهم كانت بجدية وفعالية في إبراز كل القرارات التي أصدرها الرئيس الراحل هواري بومدين آنذاك. وذكر أن شباب مرحلة الاستقلال لم يكن متفرجا وإنما فاعلا، وقد ناضل بقوة لا تقهر من أجل محو أثار الخراب الذي خلفه استدمار دام أكثر من قرن من الزمن.
يقول ضيف “الشعب”: “بعد الاستقلال كان هناك التحدي كبيرا، وهو فتح المدارس والاستفادة من الشباب الذي كان له نصيب من العلم وهم قلة في ميدان التعليم، وتم الإستعانة بأساتذة من دول شقيقة من تونس، مصر، سوريا والعراق، وبدأت المدرسة تتحكم رويدا رويدا في البرامج، وبدأت الصناعة تعطي فوائدها”.
وأضاف: “هذا بفضل المناضلين المحنكين الذين شاركوا في مشاريع التضحية”، لافتا في ذات السياق “إلى أن المنظمات الجماهيرية الموجودة آنذاك ساهمت مساهمة كبيرة في كل الميادين، التعليم، الإعلام، الصحة والاقتصاد”.
وأشار بوشامة في هذا الإطار، إلى أن هذه المنظمات المكونة من شباب، كانت عاملة في الميدان، فاعلة وليس متفرجة، ساهمت بفعالية في إبراز قرارات الرئيس الراحل هواري بومدين، ليس مثلما هو الأمر حاليا، حيث أن رئيس الجمهورية يصدر قرارات هامة، لا تتابعها فقط إلا القطاعات الوزارية المختصة في الحكومة.
وقال: “الشعب اليوم يتكلم ولا يساهم، ولا ينبغي أن نلقي اللوم على المسؤولين فقط، والفرق بين هؤلاء وهؤلاء شاسع”، على حد تعبيره.