بعد انتخابات نيابية لم تفرز أغلبية برلمانية، كلّف الرئيس اللبناني ميشال عون، نهاية الأسبوع الماضي، السياسي نجيب ميقاتي(66 عاما) بتشكيل الحكومة الأخيرة من عهده قبل نحو 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر المقبل.
وتعتبر هذه الحكومة، الرابعة بالنسبة لميقاتي بعد حكومة عام 2021، وبعد ترؤسه حكومتين عامي 2005 و2011.
بعد التكليف، يطرح أمام ميقاتي الذي يتولى قيادة حكومة تصريف الأعمال، مسألة قدرته على تأليف الجهاز التنفيذي الجديد، حيث تنتظره كما جرت العادة في لبنان، مهمة شاقة وقد تكون مستحيلة، لتوزيع الحقائب الوزارية والتعيينات الإدارية المحكومة في العادة بنظام المحاصصة الذي كثيرا ما يعرقل تأليف الحكومات ويفشل مهامها.
كما تطرح أمام ميقاتي إذا نجح في امتحان تشكيل الحكومة، تحديات صعبة يواجهها لبنان على جميع المستويات، فأمامه أزمة اقتصادية ومالية خانقة، ووضع معيشي متردي، خاصة بعدما ضربت الأزمة قيمة الليرة أمام الدولار وسحقت قدرة اللبنانيين الشرائية ودفعت ب 85% نحو طبقات الفقر.
وتنتظره أيضا مهام صعبة كثيرة، أولها حتمية التعافي، وعقد اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي ومفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة، والصراع على الخطوط والغاز مع إسرائيل وحتى جلب المساعدة من الخارج.
وكان لبنان وصندوق النقد أعلنا في 7 أفريل الماضي عن اتفاق مبدئي على تمويل لبنان بـ 3 مليارات دولار يصرف على مدى 4 سنوات، وفق برنامج تصحيح اقتصادي ومالي تحت اسم «التسهيل الائتماني الممدد»، بهدف الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعصف به منذ 2019 والتي دفعت البلاد لتسجيل أكبر انهيار اقتصادي ونقدي.
مهمة ميقاتي كما تبدو شاقة، وهو مدرك للظرف الصعب الذي يمرّ به لبنان، لهذا حذّر من أنّ بلاده تقف أمام «تحدي الانهيار التام أو الإنقاذ التدريجي»، وحث القوى السياسية على التعاون لإنقاذ لبنان وانتشال الشعب مما يتخبط فيه، ودعاهم لتجاوز الانقسام ومسبباته حتى يستعيد بلد الكرز عافيته.
فهل سيوفق ميقاتي في هذا الامتحان الصعب؟
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.