تمكّنت جائزة آسيا جبّار للرواية، من تقديم صورة نموذجية متميّزة عن الصّرح الأدبيّ الجزائري، ورسّخت، في طبعتها الأخيرة، مكانتها المرموقة في عالم الأدب، وجميع ملحقاته في ساحة الثقافة، لتكون الأولى بامتياز، والأحقّ بصفة «المرجعيّة» في مضمارها الصعب..
ولعلّنا نتفق أن «جائزة آسيا جبّار»، إنّما حقّقت مكانتها الراقية بفضل الجدّيّة في العمل، والحرص على التدقيق في كلّ صغيرة وكبيرة، وكم أعجبنا أنّها مرّرت رسالة استقلالية لجنة التحكيم بمنتهى الإتقان، فألقت بصورة الخطّاط وهو يزين الشهادات بأسماء الفائزين، وإن كنا لا نشك مطلقا في لجنة يترأسها الأستاذ الدكتور عبد الحميد بورايو، وهو من هو علماً وورعاً، وقدما راسخة في مختلف علوم اللّغة والأدب، فـ»جائزة آسيا جبار» تتخيّر لجانها في كلّ طبعة، وتحمّل المسؤولية لأسماء لها صيتها في عالم النّقد والكتابى، وجاء اسم بورايو ليمنح طبعة هذا العام ألقا فوق الألق؛ ذلك أن العمل الواثق بالنّجاح، إنّما تتحقق له أسبابه بالتركيز على جميع تفاصيله، فإذا أضفنا العناية السّامية لرئيس الجمهورية، وقد حظيت بها الجائزة، يتبيّن لنا أن العمل كان احترافيا للغاية، ولا نشكّ مطلقا بأنّ العالمية في متناول «جائزة آسيا جبار»، خاصة وأن المشاركات الدّولية كانت حاضرة في هذه الطبعة..
صراحة.. إن العمل الاحترافي الذي تولته الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، يستحق كل التقدير والاحترام، وينبغي أن يكون أنموذجا يحتذى لكلّ المؤسسات الوطنية، خاصة وأنّه يأتي بعد احتفالية افتتاح الألعاب المتوسطية التي كانت مبهرة، وستظل ذكراها عالقة بالأذهان طويلا؛ لأنها احتفالية أشرف عليها محترفون، صادقون، لا يرجون سوى تقديم صورة مثالية عن بلد حقّه أن يتصدر الصفوف الأولى بين الأمم..
قلناها غير مرّة.. النّجاح يقتضي أن تكون القوس بيد باريها.. وها هي آسيا جبّار تبرهن عليها من جديد..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.