يساهم المسرح الجزائري في التعريف بالذاكرة الوطنية، من خلال العروض المسرحية والأوبرات، التي تُقدم لجمهور أبي الفنون في كل مناسبة وطنية تحتفي بمآثر وبطولات الشعب الجزائر باندلاع ثورته المجيدة وبتاريخ استرجاع سيادته على كامل أرضه الطاهرة.
أعمال فنية ضخمة تستدعي توظيف طاقات بشرية وإمكانات مادية هائلة وتستلزم إبداعا في الكلمة واللحن مشبع بالروح الوطنية وحامل لتاريخ الشعب الجزائري الأبي.
تحيي الجزائر هذا العام ستينية استرجاعها للسيادة الوطنية ونيل الحرية وكسر قيود الاستعمار الفرنسي الغاشم، الذي جثم على ترابها وقلوب أبنائها 132 سنة، فعاث فيها الفساد في محاولة منه لطمس التاريخ والهوية ووأد الروح الوطنية للشعب الجزائري.
وجاءه الرد بالمقاومة الشعبية سواء بالسلاح أو الإصلاح الفكري والثقافي وبعمليات زرع الوعي وغرس قيم الوطنية بين فئات الشعب الذي أنهكه الفقر والترهيب، ليوقظوا فيه غضبا وثورة قضت على فرنسا وأحلامها الاستعمارية واستأصلت جذورها نهائيا.
وإلى جانب السلاح، كان الفن والثقافة بالمرصاد لفرنسا وتمرير الفنانين والمثقفين والممثلين من خلال القافية واللحن رسائل جبهة التحرير ومهندسي الثورة إلى الشعب، وساهموا من خلال المسرحيات والأوبرات في تنوير الرأي العام الوطني والدولي وتسليط الضوء على أحداث الثورة.
اليوم تسترجع الجزائر بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب أمجاد ماضيها العريق وإنجازاتها الحاضرة وتطلعاتها المستقبلية، من خلال أعمال فنية ضخمة تؤرخ هي الأخرى إلى عهد جديد وإلى نظرة نحو غد أفضل تصنعها سواعد أبنائها وتحكيها للعالم قافية شعرائها، كلمات أدبائها وألحان وإبداع فنانيها.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.