أيام قلائل عن قدوم عيد الأضحى المبارك، غير أن الإقبال يبدو ضعيفا على اقتناء الأضاحي، التي بلغت أسعارها سقفا عاليا جدا، ما جعل عددا كبيرا من الجزائريين يدخلون أسواق الماشية للاستكشاف، طمعا في أن تنخفض هذه الأسعار الملتهبة، حتى يتمكنوا من ممارسة هذه السنّة المؤكدة.
حقيقة تشهد أسعار الأضاحي في معظم مناطق الجزائر ارتفاعا كبيرا ومتزايدا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وسط إجراءات اتخذتها الحكومة لمحاربة المضاربين، الذين يساهمون في كل مرة في رفع ثمن الأضحية، حتى صارت لمن استطاع إليها سبيلا من خلال أسواق الرحمة، لعلها تتمكن من كسر أسعار الأضاحي الباهظة جدا وغير المسبوقة.
أما سبب التهاب هذه الأسعار، فإن لجنة موزعي اللحوم الحمراء ترجع التهاب أسعار الأضاحي في الجزائر خلال العام الجاري 2022 إلى الارتفاع غير المسبوق لأسعار الأعلاف، وإلى قلة كمية الأعلاف المدعمة التي يحصل عليها مربو الماشي من الحكومة الجزائرية بأسعار مخفضة وغير كافية مما يجبرهم على شراء الأعلاف من السوق السوداء، والتي تكون فيها أسعار الأعلاف مرتفعة جدًا، بينما هناك من الخبراء من يرجع سبب ارتفاع أسعار الأضاحي في الجزائر إلى السماسرة الذين غزوا أسواق الماشية، بعدما لجأوا لشراء أعداد كبيرة من الأضاحي من أصحاب المزارع ثم إعادة بيعها بسعر مضاعف.
تجربة أسواق الرحمة التي وضعتها وزارة التجارة لكسر أسعار الخضر والفواكه التي عرفت التهابا كبيرا شهر رمضان الفائت، التي ساهمت بشكل كبير في استقرار الأسعار عند سقف معقول، تريد تعميمها لتشمل أسواق الماشية، لكن ما تزال لم تحقق الهدف المرجو منها، قبل أيام من هذه المناسبة الدينية، وإذا لم يقتن الجزائري كبشا، فماذا سيتبقى من نكهة العيد؟
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.