ستون عاما من عمر الاستقلال تمضي حاملة ثمار السيادة الوطنية التي استرجعها الشعب الجزائري بتضحيات فريدة يشهد لها العالم برمته، والقادم أفضل بكثير في ظل الاستقرار على سكة الجزائر الجديدة.
اليوم تقف الأمة برمتها احتراما لجيل أول نوفمبر 1954 الذي صحح مسار التاريخ، منهيا حقبة استعمارية بشعة واجهها الشعب الجزائري بمقاومات لم تتوقف حتى نيل الاستقلال، في مشهد فريد في العالم يشكل منارة للشعوب المضطهدة وبوصلة السلم والسلام بما يحمي حق الشعوب في الحرية والكرامة والتنمية.
جزائر اليوم التي تزخر بمكاسب كبيرة حققتها نضالات أجيال متعاقبة استلهمت من جيل التحرير من أجل التعمير، على امتداد الجغرافيا الوطنية، ويكفي الرجوع إلى مؤشرات التنمية لإدراك حجم الاستقلال وأثره على المشهد الوطني والمحلي.
من التعليم إلى الصحة فالاقتصاد، مرورا بالثقافة، تنبض الجزائر بمعاني الحياة لا ترضى غير أن تكون ضمن الصدارة، مهابة الجانب ومسموعة الصوت في قضايا إقليمية ودولية، أثبتت فيها قدرتها على معالجة أزمات وتسوية نزاعات بفضل الرصيد الهائل المستوحى من الماضي التليد، عنوانه ذاكرة حية.
حقيقة تشكل الذاكرة الجماعية بعد ستة عقود من الاستقلال مربط الفرس في كل خيار وكل قرار، فقد أكد الرئيس تبون على مدار العامين الماضيين حرصا قويا على جعل الذاكرة الوطنية في جوهر مسار التغيير والبناء لضمان تواصل الأجيال بما يؤمّن حماية أمانة الشهداء، مهما كانت التحديات.
كل تلك التطلعات الوطنية تمثل انشغال الراهن، ما يستوجب حشد الطاقات وتجنيد الموارد لكسب المعركة التي يتقدمها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني في حماية البلاد من كل الجوانب، بما يوفر المناخ الملائم لخوض باقي المعارك في ساحات الاقتصاد والتنمية الشاملة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.