كان الجزائريون، اليوم الثلاثاء 5 جويلية المصادف لتاريخ استقلال الجزائر من كل سنة، على موعد مع متابعة عرض عسكري ضخم، جابت فيه المدرعات، الدبابات والشاحنات العسكرية الطريق السيار، وحلقت في سمائه الطائرات الحربية بكل أنواعها مع ظهور غواصات وفرقاطات زينت خليج الجزائر.
تجمع مواطنون في الساحة المقابلة لمتنزه الصابلات في ساعات مبكرة من نهار اليوم، تحت أشعة الشمس حارقة بلغت في حدود الساعة العاشرة صباحا 32 درجة، من أجل متابعة الاستعراض العسكري الضخم الذي كان يحمل في طياته رسائل عديدة منها أن “الجزائر سيدة في قراراتها بجيشها وشعبها الأبي”.
الاستعراض العسكري افتتحه رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد المجيد تبون، بتفتيش المربعات المتراصة التي تقوم بالاستعراض العسكري الضخم على وقع 60 طلقة مدفعية، كانت إيذانا بانطلاق الاستعراض الضخم ومترجمة لذكرى ستينية الاستقلال المجيد.
ثم فسح المجال بعدها لاستعراضات شاركت فيها 100 تشكيلة عسكرية، بمربعي الفرقة الموسيقية والخيالة للحرس الجمهوري، تلتها مربعات المجاهدين وأشبال الأمة وقيادات القوات والمدارس العسكرية، إضافة إلى مربعات المديرية العامة للأمن الوطني، المديرية العامة للجمارك والمديرية العامة للحماية المدنية.
ووسط تنظيم محكم تواصل توافد المواطنين تباعا إلى الساحة المخصصة لمشاهدة الاستعراض العسكري، إلى غاية منتصف النهار، كانت سماؤه مزينة بألوان الأبيض، الأخضر والأحمر، مجسدة العلم الوطني الشامخ في وطنه منذ 5 جويلية 1962، ليكون يوم الستينية مخلدا بطائرات حربية حلقت فوق خليج الجزائر ورسمت تاريخ الستينية ونثرت الوان العلم على من كانوا تحتها ينظرون الى إبداع أسراب الطائرات في رسم العلم ثلاثي الألوان، ورسم الرقم السحري: 60…
واصلت أسراب الطائرات بمختلف أنواعها التحليق فوق العاصمة مدة، لتتبعها صيحات الحضور الذين حيّوا أفراد الجيش الوطني الشعبي، إضافة إلى زغاريد حرائر الجزائر التي جعلتنا نستذكر صور وفيديوهات مخلدة للاستقلال في 5 جويلية من كل سنة عقب ثورة أذاق فيها المجاهدين الويلات لمستعمر غاشم أحرق الأخضر واليابس.
وبعد أن توقفت الطائرات الحربية عن التحليق، تبعتها المدرعات الحربية في الطريق السيار بإلقاء التحية على المواطنين المتابعين لها من الساحة المقابلة، الذين ردوا عليهم بشعار “وان” “تو” “تري” “فيفا لالجيري”، ما يقوى رابط الأخوة بين الجيش والشعب ويؤكد أن الجزائر كانت ولازالت عصية على أعدائها إلى الأبد.
“جيش شعب خاوة خاوة” شعار دوّى بقوة في الساحة المخصصة للمواطنين لما دخلت الدبابات إلى منصة العرض في حدود الساعة 10 و20 دقيقة، لتكون جسرا لعتاد عسكري آخر ظهر أول مرة للعلن في العاصمة، لاسيما منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى أس 300 التي جابت الطريق السريع..
واستعرض الجيش الوطني الشعبي في هذا اليوم التاريخي، عربات المشاة الميكانيكية والآلية، المدفعية والمدفعية الصاروخية بمختلف أنواعها، منظومات متنوعة للمدفعية المضادة للطائرات، عربات خفيفة التدريع وعربات الاستطلاع والتدخل ثم تشكيلات لمختلف آليات هندسة القتال المخصصة لفتح الطرق ونصب الجسور وعربات الإسناد المتعدد الأشكال بما فيها التقني والطبي، ليليه تشكيل الدراجات النارية التابعة لقيادة الدرك الوطني.
وبعيدا عن البر، كانت فرقاطة في خليج الجزائر شامخة في عرض البحر، تبعها عرض خاص لقوات بحرية استعرضت قواتها وتشكيلاتها على غرار الغواصتين الونشريس وجرجرة، سفينة قلعة عباس الخاصة بالإسناد ونقل المشاة، إضافة إلى الفرقاطة الرادع المزودة بصواريخ بعيدة المدى وطوربيدات وصواريخ مضادة للغواصات، وكانت فرصة لمتابعي الاستعراض العسكري رؤية سفن البحرية للجزائرية عن قرب، مثل السفينة المدرسة الصومام، السفينة “الرايس قورصو” وقاطرتا أعالي البحار “المساند” و”المنجد”.