يحظى ملف ذاكرة الجزائر، في “الميديا الجديدة”، بأهمية إعلامية خاصة، تجسدت في مشاريع ومنصات رقمية أطلقتها مؤسسات إعلامية، تُعنى بتاريخ الجزائر.
من المشاريع التي تسعى إلى ترسيخ الهوية التاريخية لدى الجيل الصاعد، وإرساء جسور تواصل بين الماضي والحاضر، الموقع الالكتروني المتخصص في التاريخ والهوية، “ذاكرة الشعب”، التابع لمواقع مؤسسة “الشعب” الإلكترونية الخبرية والمتخصصة، وهو فضاء إعلامي خاص بالذاكرة الوطنية.
“ذاكرة الشعب”، منذ إطلاقه في جوان 2021، ينظم ندوات ومحاضرات ينشطها مختصون وأكاديميون، ويسلط الضوء على محطات تاريخية بارزة، منها الثورات الشعبية، ثورة التحرير الفاتح نوفمبر، عيد النصر، معارك تاريخية، عيد الاستقلال، اتفاقيات ايفيان، وغيره..
هو فضاء إعلامي نشر مواد تاريخية عديدة، وشهادات مجاهدين، وممرضين في الثورة، شهادات جزائرية وأجنبية حول ملف الذاكرة.
ينقل الموقع تصريحات مسؤوليين حالين وسابقين في الأحداث التاريخية والملفات المرتبطة بتاريخ الجزائر القديم والمعاصر، وينقل لأجيال الحاضر والمستقبل ملفات، ريبورتاجات، شهادات حية، مساهمات أكاديميين ومختصين، في الجوانب التي يعيرها انتباهه كل يوم، إلى جانب صفحة “فايسبوك” تحمل اسم الموقع.
تقول مسؤولة موقع “ذاكرة الشعب” سهام بوعموشة، إن الهدف من إنشاء هذا الموقع هو تسليط الضوء على محطات تاريخية وشخصيات تاريخية صنعت مجد الجزائر، ومعارك شهيرة يجهلها جزائريون، يستهدف الموقع من بين ما يستهدفه ترسيخ الهوية الجزائرية لدى الجيل الصاعد وربطه بماضيه المجيد.
ومن بين أهداف موقع “ذاكرة الشعب” محاربة محاولات التزييف والتشكيك في تاريخ الجزائر، خصوصا في وقت “أصبحت فيه وسائط التواصل الاجتماعي وسيلة لتغليط الرأي العام”، مثلما تقول بوعموشة.
يثمن الموقع مساهمات أساتذة باحثين وأعمال طلبة من خلال الترويج لأطروحاتهم ومذكراتهم التي تتناول موضوعات تاريخ الجزائر منذ القديم إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية.
وتضيف المتحدثة: “لا يقتصر الموقع على فترة ثورة التحرير، بل يتناول الحقبة العثمانية في الجزائر والمقاومات الشعبية”.
الهدف من إنشاء الموقع، تضيف بوعموشة، أيضا هو توفير مواد تاريخية خام للباحثين والطلبة ونشر وثائق تاريخية وصور لقادة الثورة والشهداء ومعارك، بما فيها الصور النادرة، التي “نحرص على نشرها متى وقعت بين أيدينا من فاعلين في الثورة أو من مصادر أخرى، أرشيف شخصي، أرشيف كولونيالي وفرنسي، بعد التأكد منها طبعا”.
قناة للذاكرة..
في الإعلام السمعي البصري، أطلق التلفزيون العمومي في الفاتح من نوفمبر 2020، قناة خاصة للذاكرة تبث برامج تاريخية متنوعة، وتعمل وفق طرح يعمل على تبسيط المعلومة التاريخية لدى عامة الناس، حسب تصريحات رئيس مشروع القناة السعيد عولمي.
تسعى القناة إلى تبسيط الموروث التاريخي للشباب الجزائري، بهدف المساهمة في ترقية التواصل بين الأجيال، وبناء معرفة تاريخية تكون قاعدة للمواطنة.
تستهدف القناة، أيضا، فئتي الأطفال والشباب، من خلال برامج “خير خلف لخير سلف” و”لنتحدث تاريخ” و”أعرف تاريخك” و”هؤلاء صنعوا التاريخ”، إضافة إلى برامج أخرى مثل “كتب للذاكرة” و”شاهد ومذكرة” و”فيلم ونقاش” و”بين اسطر المعاهدات”…
تعتمد “الذاكرة” في معالجة المواضيع والأحداث نهجا أكاديميا يرتكز على الشهادات الحية، واستنطاق الوثائق وأماكن الذاكرة واستجواب المؤرخين والباحثين واستعمال، حسب عولمي.
فضاء خاص
بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ60 لعيد الاستقلال، أطلقت وكالة الأنباء الجزائرية، بداية الأسبوع، فضاء مخصصا على مواقعها على الانترنت، تنشر فيه على مدار السنة (5 جويلية 2022 إلى 5 جويلية 2023) سلسلة مقالات وريبورتاجات وحوارات وصور وفيديوهات وأنفوغراف حول الذاكرة الوطنية وإنجازات الجزائر المستقلة.
محتوى مساهمة “وأج” ينشر على مواقع الانترنت للوكالة باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية (بخطوطها الثلاثة العربية وتيفيناغ واللاتينية) إلى جانب اللغتين الأجنبيتين الانجليزية والفرنسية، ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتسلط المواضيع التي يتم بثها على شريط الأخبار الضوء على جانب الذاكرة (وقائع حرب التحرير والجرائم الاستعمارية.. الخ)، إلى جانب إنجازات ومكاسب الجزائر منذ استرجاع سيادتها في جميع المجالات (السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية).