نجحت مساع للرئيس عبد المجيد تبون في جمع فرقاء فلسطينيين بعد سنوات من الفتور بين منظمتي “فتح” و”حماس” الفلسطينيتين، في لقاء وُصف بالتاريخي، بين رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، بالجزائر، ما يُمهد لأرضية حوار فلسطيني – فلسطيني.
جرى لقاء عباس وهنية بالجزائر بعد مشاركتهما في الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 60 للاستقلال، وهو لقاء سبقته مساع جزائرية منذ إعلان رئيس الجمهورية (السنة الماضية) عن مبادرة لجمع الفرقاء الفلسطينيين، وإطلاق حوار فلسطيني فلسطيني، قبل القمة العربية المقبلة بالجزائر.
وقوبل إعلان الرئيس تبون استضافة الجزائر ندوة جامعة للفرقاء الفلسطينيين، آنذاك، بترحيب من رئيس دولة فلسطين الذي أكد “مواصلة العمل من أجل توحيد الجهود وتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كل القوى المشاركة فيها، مؤمنة بالشرعية الدولية”.
بوادر مصالحة..
قوة مواقف الجزائر ومساعيها الجدية المتواصلة تجاه فلسطين، تتجلى دائما في تصريحات الرئيس تبون الذي أكد أن القضية الفلسطينية في صلب أولويات القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر نوفمبر المقبل، “على أن تكون انطلاقة جديدة لعمل عربي مشترك”.
ويربط متابعون من الداخل الفلسطيني لقاء وفدي “فتح” و”حماس”، ببوادر مصالحة فلسطينية من أرض الجزائر دون غيرها، لاعتبارات عديدة، منها العلاقات الوطيدة للجزائر بين الأطراف الفلسطينية.
وبالعودة إلى لقاء أمس، يعتقد مدير وكالة “شمس نيوز” الإخبارية الصحفي محمد السيقلي، أنَّ اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، يعكس دلالات عديدة.
أبرز هذه الدلالات -حسب السيقلي- حرص الجزائر قيادة وشعباً على إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة، لما في ذلك من منافع عديدة للقضية الفلسطينية.
اللقاء التاريخي، الذي جمع الفرقاء الفلسطينيين، يأتي في إطار المساعي الجزائرية للمصالحة بين فصائل فلسطينية، التي انطلقت في نوفمبر، وفق المتحدث.
بصمة الجزائر
ويبرز السيقلي ما يسوقه بقوله إنَّ اللقاء يشير إلى أمر مهم يتمثل في قوة الدبلوماسية الجزائرية في جمع الفرقاء الفلسطينيين، وحرص الفلسطينيين على أن يكون للجزائر بصمة في تاريخ المصالحة الفلسطينية الداخلية..
على ضوء هذا اللقاء، يتوقع الصحفي الفلسطيني أن تستكمل الجزائر اللقاءات، وأن يكون هناك مؤتمراً جامعاً في الجزائر لإتمام المصالحة التي طال انتظارها.
وأضاف قائلا: ” الجزائر قيادة وشعباً لديها ضغط أدبي كبير على الأطراف، مع الإشارة إلى أن الجزائر تقف على الحياد بين الفرقاء، وبلد عربي كبير وشقيق وصادق وهو ما سينعكس على حالة المصالحة الفلسطينية.”
في الختام، أوضح المتحدث أنَّ الشعب الفلسطيني يقدر عالياً الجهود الجزائرية في تمتين جبهته الداخلية، مع إشارته إلى الاحتفاء الكبير في مواقع التواصل الاجتماعي بمساعي الجزائر الدؤوبة في ملف المصالحة الفلسطينية.
اسمتعوا الى تعليق الصحفي الفلسطيني ومدير وكالة “شمس نيوز” الإخبارية محمد السيقلي:
https://www.facebook.com/echaabonline/videos/484213330370810