سجلت ولايات عديدة انتشارا كبيرا لبعوضة النمر في الآونة الأخيرة، مع زيادة في مخاوف المواطنين من المخاطر الصحية الناجمة عن هذه البعوضة سيئة السمعة.
يقول المختص في الأمراض المعدية، الدكتور إلياس أخاموك، في تصريح لـ “الشعب أونلاين” إن “بعوضة النمر أو ما يعرف بـ (Aedes albopictus) معروفة منذ القدم تنقل الكثير من الأمراض ولم تكن مستوطنة في البحر الأبيض المتوسط. حاليا استوطنت بجنوب أوروبا وشمال إفريقيا وخاصة في الجزائر”.
ويعتبر الدكتور أن “لسعة بعوضة النمر أقوى من لسعة البعوض العادي وتسبب احمرارا وحكة شديدة وبثورا كبيرة، إضافة إلى أعراض حساسية تختلف من شخص الى آخر”.
ويتحدث أخاموك عن “انتشار بعوضة النمر في أكثر من 80 بالمائة من الساحل الجزائري وقدرتها على نقل العديد من الأمراض المعدية مثل الحمى الصفراء، الشيكونغونيا، لادانغ”.
وردا على تساؤلات المواطنين بخصوص إمكانية انتقال الملاريا عن طريق لسعة بعوضة النمر، يؤكد أن “هذا النوع من البعوض لا ينقل عدوى الملاريا وهناك بعوض آخر يقوم بذلك”.
ويوضح محدث “الشعب أونلاين”، أن “هذه الأمراض ليست منتشرة في حوض البحر الأبيض المتوسط، ولكن في المستقبل هناك تخوف وخطر من انتقالها بسبب بعوضة النمر المستوطنة في الجزائر”.
فئة الضحايا..
وعن سبب تكاثر بعوض النمر في الجزائر، يشير إلى أن “تكاثر هذا النوع من البعوض سهل جدا وذلك من خلال التغير المناخي الحالي وارتفاع درجات الحرارة خاصة في شمال الجزائر وافريقيا”.
ويضيف: ” انتشار البعوض طبيعي ولكن المخيف في الأمر ليس استيطانه الجزائر، بل انتشار الأمراض المعدية وكيفية الحد منها”.
وعن الفئة الأكثر تأثرا بلسعة بعوضة النمر، قال الدكتور أخاموك إن “الأطفال الصغار والرضع الأكثر تأثرا بالإصابة وذلك من خلال تفاقم الأعراض إضافة إلى كبار السن وأصحاب الأمراض المعدية”.
ويدعو أخاموك، الأشخاص المصابين بلسعة بعوضة النمر والذين يعانون حساسية شديدة، التوجه إلى الطبيب لآخذ الأدوية اللازمة.
وأعلن معهد باستور استقرار الأسبوع الفارط، استيطان بعوضة النمر بالجزائر في ظرف 10 سنوات وغزوها معظم شمال الجزائر.
وتأتي بعوضة النمر، حسب بيان المعهد، من الغابات الإستوائية في جنوب شرق آسيا وتتكيف مع بيئات مختلفة وخاصة البيئة الحضرية من خلال الاستفادة من العديد من الحاويات
وتتكاثر بعوضة النمر في المياه ولا تحتاج سوى لكميات قليلة من المياه لوضع البيض وتتغذى على دم البشر.
وتم الإبلاغ عن هذه الفصيلة لأول مرة سنة 2010 في ولاية تيزي وزو بالجزائر
واستقر بعوض النمر نهائيا بالجزائر في ظرف 10 سنوات وغزت 60 بالمائة من المناطق الشمالية للوطن، حسب بيان معهد باستور.