تصنع إدارة مولودية الجزائر الحدث، منذ انطلاق سوق التحويلات الصيفية، بعدما دخلته بقوة منذ أيامه الأولى، حيث تمكنت لحدّ الآن من انتداب 11 لاعبا بينهم 06 لاعبين دوليين، ينشطون في المنتخب الأول والمنتخب المحلي بصفة منتظمة، وهو ما أعاد الأمل لعشاق النادي باللعب على المراتب الأولى ومعانقة اللقب من جديد بعد غياب دام 13 عاما كاملا.
تمكّنت إدارة فريق مولودية الجزائر بقيادة الرئيس المدير العام حكيم حاج الرجم، من خطف أبرز العناصر الناشطة في الرابطة المحترفة لكرة القدم، حيث انتدبت لحدّ الآن 06 لاعبين دوليين.
ركزت إدارة العميد في بداية الاستقدامات على خط الوسط الذي يعرف تذبذبا، بعد عجز لاعب اتحاد عنابة يوسف الهواري الموسم المنصرم من إقناع المدرب التونسي خالد يحي الذي لم يشركه في أيّ لقاء، بالإضافة إلى عدم تمكن خريجي مدرسة مولودية الجزائر عبد الكريم بوكمبوش، وشكيب بن يحي من فرض نفسهما بالتشكيلة الأساسية، وإحالة الإيفواري إيسلا داوودي دياموندي إلى الفريق الرديف التي تبحث الإدارة عن حلّ بالتراضي لفك الارتباط به، دون نسيان تراجع مستوى ميلود ربيعي، وعدم قدرة خريج أكاديمية نادي بارادو عبد الرؤوف بن غيث، من مجارات ريتم المنافسة منذ انضمامه بالفريق خلال الميركاتو الشتوي، قادما من الترجي التونسي الذي لم يلعب معه خلال مرحلة الذهاب بسبب المشاكل التي كان يعاني منها مع إدارة فريقه السابق.
أول المستقدمين كان متوسط الميدان الذي أسال الكثير من الحبر، الموسم المنصرم، في الرابطة المحترفة لكرة القدم، يتعلق الأمر بلاعب أمل الأربعاء السابق عمار أوكيل الذي وقع على عقد طويل إلى غاية جوان 2025، بعدما تمكن من البروز رفقة «الزرقاء» بتسجيله 08 أهداف وتقديمه 10 كرات حاسمة، ساهمت في بقاء الأمل في حظيرة الكبار.
وجهت إدارة العميد بوصلتها بعد ذلك إلى ثلاثي وسط الميدان عبد القادر منزلة لاعب اتحاد بلعباس، وطيب حمدوي خريج أكاديمية نادي بارادو، وخالد دحامني النجم الصاعد للكرة الجزائرية، حيث أقنعت الأول صاحب 21 عاما في أول اتصال هاتفي وتعاقدت معه لمدة ثلاثة مواسم، لتطوي صفحة اللاعب الثاني في دقائق معدودة مع إدارة زطشي، وأمضت لصاحب 98 مواجهة بألوان نادي بارادو عقدا، إلى غاية صيف 2024.
لاعب المنتخب الوطني للاعبين المحليين خالد دحامني خطفته إدارة المولودية من فرق (شباب بلوزداد، اتحاد العاصمة، شبيبة القبائل، وفاق سطيف)، وأقنعته بالإمضاء على عقد مدته 04 مواسم كاملة، بعدما أكدت له بأنه سيكون العمود الفقري للمشروع الرياضي للنادي، كما أنّ حاج الرجم أغراه بأجرة شهرية تقدر بـ 180 مليون سنتيم مع مراجعة عقده في حال تقديم مستويات راقية وقيادة العميد إلى سكة الانتصارات.
صانع ألعاب مخضرم في وسط ميدان استثنائي
بعد تشكيل وسط ميدان قوي ومكتمل، انتقلت الإدارة إلى البحث عن صانع ألعاب مخضرم يمكنه قيادة المولودية نحو الأعلى ومساعدتها على بناء هجماتها، بعدما فشل في ذلك الموسم المنصرم المهاجم الغاني جوزيف إيسو، حيث دخلت في اتصالات جد متقدمة مع صانع ألعاب شباب بلوزداد السابق أمير سعيود، وحاولت إقناعه بالعودة إلى المولودية من الباب الواسع، لكنّ اللاعب رفض وقرر مواصلة مغامرته الاحترافية بالبطولة السعودية.
دخل حاج الرجم بعدها في مفاوضات مع ابن مدينة عين مليلة الأنيق شعيب ذبيح صاحب 29 ربيعا، لتتمكن من إقناع اللاعب المهم في النهج التكتيكي للناخب الوطني مجيد بوقرة، وتجلب ورقة تسريحه من إدارة فريق شباب قسنطينة، ليمضي الطرفان على عقد لمدة موسمين بأجرة شهرية قدرها 210 مليون سنتيم، وهي الصفقة التي ستكون مثمرة للمولودية، خصوصا أنّ ذبيح يلعب بجانب دحامني بالمنتخب المحلي وأبانا عن انسجام كبير بينهما.
تعزيز الخط الأمامي بمهاجم قويّ
عكس السنوات الفارطة تمكنت إدارة مولودية الجزائر من انتداب المهاجم الدولي النيجيري فيكتور مباؤوما، قادما من الفريق العريق إينييمبا بعقد مدته موسمين، وبأجرة شهرية تصل إلى 15 ألف يورو.
يبدو أنّ إدارة العميد حفظت الدرس وجلبت أفضل مهاجم في البطولة النيجيرية، هو الذي تمكن من تسجيل 18 هدفا خلال الموسم الكروي (2021 – 2022)، بينها 16 هدفا في البطولة من أصل 28 مواجهة خاضها، وهدفين سجلهما في مرمى فريق ديامبار السنغالي واتحاد طرابلس الليبي بكأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم.
تعاقد المولودية مع هداف البطولة النيجيرية جاء لخلافة هداف الرابطة المحترفة سامي فريوي، الذي قرر تغيير الأجواء والاحتراف بإحدى الفرق الخليجية المهتمة بخدمات من البطولتين السعودية والكويتية، وهو ما سيضمن للعميد مهاجما نوعيا يمكنه صنع الفارق وقيادة العميد للعب على الألقاب.
دائما في إطار تعزيز الخط الأمامي، استقدمت إدارة العميد المهاجم إيدير بوتريف بعقد مدته 03 مواسم، خريج مدرسة ميتز صاحب 22 ربيعا، الذي تتلمذ بكل من فيرتون البلجيكي وسانت إيتيان الفرنسي، ومنه انتقل إلى ستاندار دولياج البلجيكي، ليحمل ألوان فريق سامبدوريا الإيطالي، قبل أن يعود لفريق فيرتون البلجيكي مع الفريق الرديف، وظهر الموسم المنصرم بألوان فريق فولا ايتش لأول مرة رفقة الأكابر ببطولة لوكسمبورغ في 1900 دقيقة لعب، خلال 36 مواجهة بمختلف المنافسات بينها الأدوار التصفوية لرابطة الأبطال الأوروبية واليوروبا ليغ، سيحاول فرض نفسه بالمولودية وإبراز إمكانياته خلال مرحلة الذهاب، من أجل خطف استدعاء على الأقل لتشكيلة المدرب مجيد بوقرة، التي ستخوض نهائيات كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين، شهر جانفي 2023 بالجزائر.
إعادة تنظيم الخط الخلفي
في ذات السياق، تفطنت إدارة العميد أنّ مشكلة الفريق الموسم المنصرم كانت في منصب الظهير الأيسر، الذي كان يلعب به المدافع السابق لفريق مولودية وهران محمد الأمين إيزماني، والذي تم فسخ عقده بالتراضي، عشية الثلاثاء، بالإضافة إلى المدافع المخضرم عبد الرحمن حشود الذي تم تحويله الموسم المنصرم إلى منصب الظهير الأيسر، في ظل تواجد مدافعين على الرواق الأمين.
إدارة العميد استهدفت مدافعين دوليين، حيث تمكنت من التعاقد مبكرا مع مدافع وفاق سطيف المتعدد المناصب هواري فرحاني بعقد إلى غاية صيف 2024، واتفقت سهرة الثلاثاء مع الظهير الأيسر أيوب عبد اللاوي على حمل ألوان العميد بعقد مدته موسمين، حيث دامت المفاوضات ساعتين ونصف، ليتفق الطرفان في الأخير على أجرة شهرية تقدر بـ 320 مليون سنتيم، وفسخ العقد في أيّ لحظة يتلقى فيها خريج أكاديمية «الفاف» عرضا للاحتراف خارج الوطن، هو الذي لعب 03 مواسم بفريق سيون السويسري، وخاض موسما وحيدا رفقة فريق الاتفاق السعودي الذي ظهر بألوانه في 23 مناسبة.
بخصوص الخط الخلفي دائما، ضمنت الإدارة اسما ثقيلا آخر متمثل في المدافع المحوري بوعلام مصمودي، الذي أمضى على عقد مدته موسمين، بعد تجربة احترافية قادته إلى البطولة التونسية من بوابة فريق النجم الساحلي التونسي، الذي حمل ألوانه لمدة 06 أشهر، قبل أن يخوض تجربة جديدة بفريق الوكرة القطري، ويقرر العودة إلى الرابطة المحترفة بألوان مولودية الجزائر هذه الصائفة لبعث مشواره الكروي من جديد، والعمل على حمل الألوان الوطنية من جديد.
تعاقد الإدارة مع خريج مولودية وهران كان من أجل ضمان محوري مخضرم، يمكنه سد الفراغ الذي تركه المدافع الصلب نبيل سعدو الذي غادر الفريق خلال الميركاتو الشتوي المنصرم، بعدما رفض الجلوس على مقعد البدلاء في ظل تألق لاعب اتحاد عنابة السابق أيوب غزالة.في سياق ذي صلة، حصنت إدارة الفريق ثلاثة من أبرز لاعبي الفريق الرديف، يتعلق بحارس المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة محمد الأمين يعقوبي، ومتوسط الميدان الهجومي منذر بوزكري، والجناح الأيسر محمد رمزي حايف، بعقد موحد إلى غاية جوان 2026.من جهة أخرى، لم تتمكن الإدارة من الاتفاق مع أيّ مدرب لقيادة العارضة الفنية إلى غاية كتابة هذه الأسطر، حيث دخلت في اتصالات مع العديد من المدربين، ولكنّها لم تتمكن من الاتفاق معهم على تخفيض شروطهم المادية، وتسير لتعيين المدرب باتريس بوميل الذي عمل مساعدا لهيرفي رونار بفريق اتحاد العاصمة ويعرف البطولة الجزائرية جيدا.
وتنوي إدارة الرجم غلق ملف المدرب خلال بحر الأسبوع المقبل، حتى يشرع في العمل مع لاعبيه قبل شهر عن انطلاق الموسم الكروي (2022 – 2023).
يذكر بأنّ فريق مولودية الجزائر شرع في التحضيرات للموسم الكروي الجديد تحت قيادة المدرب رضا بابوش، ولم يغلق بعد عملية الاستقدامات، حيث ينوي انتداب لاعبين آخرين في محور الدفاع ووسط الميدان.