أعادت الاحتفالية بستينية استرجاع السيادة الوطنية، نفس الحماس الذي عاشه الجزائريون في 5 جويلية 1962، وهم يشاهدون عرضا عسكريا تاريخيا. وقد تفاعل المواطنون وتأثروا بهذه الأجواء، وتجددت لديهم روح الاعتزاز بأن لنا جيش قوي، بل الأقوى في المنطقة.
كما عززت هذه الاحتفالات الروح الوطنية، وأعادت بناء اللحمة بين أفراد الوطن الواحد، هي اللحمة التي تقف حصنا منيعا ضد محاولات الاختراق، والتشويش عبر القنوات المشبوهة، لمحاولة زعزعة استقرار البلاد، والزج بها في الصراعات الإقليمية. يعطي هذا العرض العسكري رسالة للعالم، أن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، هو الحامي للوطن والمحافظ على اللحمة الوطنية، لأن أفراده من أبناء الشعب الجزائري قاطبة.
هذه الاحتفالات التي وصفها البعض بالأسطورية، أعطت صورة إيجابية داخليا، إذ جمعت بين مختلف فئات المجتمع من شيوخ وشباب وأطفال، وانصهرت فيها كل الخلافات التي أرادت من خلالها أطراف أن تستثمر فيها لبث الشقاق والفرقة.
تفاعل كبير للمواطنين مع هذا الحدث التاريخي، أظهرته وسائل الإعلام المختلفة. الفرحة بعيد النصر جمعت قيم المواطنة والهوية الوطنية لترسخها في الأجيال التي لم تشهد بشاعة ووحشية المستدمر الغاشم، إلا من ما يقرأونه في كتب التاريخ أو من خلال الشهادات التي يقدمها المجاهدون، عبر القنوات التلفزيونية. ولذلك وجب تكرار مثل هذه التظاهرات، لأنها تحيي الهوية الوطنية، تقوي روح الانتماء وتلمّ الشمل.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.