انتقلت حمى هاشتاغ “أخنوش ارحل” من الفضاء الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الواقع، حيث دوى الوسم في سماء مهرجان “تيمتار” للموسيقى الأمازيغية بالمغرب، بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي وجد نفسه محاصرا بهتافات وشعارات تطالبه بالرحيل.
ولم يقبل الجمهور، حسب واج، أن يقاسمه أخنوش أولى سهرات مهرجان “تيمتار” بأغادير، فحاصره بهتافات ورفع شعارات تطالبه بالرحيل، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات وبقائها على ذلك الحال رغم تراجعها النسبي في العالم، الأمر الذي أثر سلبا وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الواسعة الاستهلاك، وأنهك أغلبية شرائح المجتمع المغربي.
وشكل حضور أخنوش فعاليات المهرجان، الذي عاد بعد سنتين من التوقف، “استفزازا” للجمهور، حسب ما وصفه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعله الجمهور) يتبنى هاشتاغ “أخنوش ارحل” الذي ضج به الفضاء الافتراضي، وجعله مجسدا على أرض الواقع، احتجاجا على سياسة اللامبالاة التي تبنتها حكومة المخزن، ورئيسها الذي هو صاحب الشركة المحتكرة لاستيراد المحروقات وتوزيعها وبيعها، الأمر الذي جعل هذا الأخير يغادر المكان بين الحشود المحتجة.
وحضر عزيز أخنوش للمهرجان، في وقت تشتعل فيه ألسنة النيران في عدة مناطق شمال المغرب، ما أسفر عن تشريد العديد من العائلات ومقتل سيدة، إلى جانب حرق آلاف الهكتارات من الغابات والحقول وتدمير المئات من القرى والدواوير.
يشار إلى أن التفاعل الكبير الذي حظي به وسم “اخنوش ارحل”، على الفضاء الأزرق، يعكس مدى استياء وتذمر الشعب المغربي من ارتفاع أسعار المحروقات في البلاد، وكذا استنكار سياسة حكومة المخزن التي اعتمدت الصمت بدل التحرك والوفاء بوعود قطعتها على نفسها وذهبت مهب الريح.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب على نطاق واسع هاشتاغ “أخنوش ارحل” وذلك للاحتجاج على استمرار غلاء أسعار المحروقات، حيث دون عدد كبير من المغاربة الهاشتاغ على حساباتهم على الفايسبوك.
وذكرت تقارير محلية ان النشطاء رفعوا مطلب تخفيض ثمن “الغازوال” إلى 7 دراهم والبنزين الى 8 دراهم وهو الثمن الذي كان عليه قبل وصول أخنوش لرئاسة الحكومة.
ونشر حوالي 200 ألف مغربي على الفايسبوك، هاشتاغ “أخنوش ارحل”، كسلوك احتجاجي ضد الحكومة التي التزمت الصمت ودون اتخاذ أي تدبير يحمي القدرة الشرائية للمواطن في ظل تدهور الوضع الاجتماعي منذ جائحة كورونا.
وتتجاهل حكومة المخزن منذ أشهر غليان الشارع المغربي على خلفية الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة والوقود، التي سجلت أرقاما قياسية وتتسبب في استنزاف قدرات الجبهة الاجتماعية.
وانخرط في نشر الهاشتاغ المطالب برحيل رئيس الوزراء، الكثير من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، بالإضافة إلى صحافيين و مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشهد البلاد موجة من الغلاء غير مسبوقة، دفعت العديد من المواطنين إلى التعبير عن رفضهم لها سواء بالخروج إلى الشارع للاحتجاج أو من خلال المبادرات الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.