نشهد أن طلبة اليوم، يعرفون كيف يعيشون الفرح أفضل منّا، ويعرفون كيف يحتفون بالمناسبات السعيدة بطرق فنيّة لم تتوفّر لنا في زمننا الغابر. ولقد فرضوا علينا أمس، أن نعيش أطوارا من فرحتهم الغامرة، بأسلوب غاية في الجمال، لولا بعض الناجحين الذين احتفلوا على صهوات دراجاتهم النّارية، وسبّبوا متاعب للمارّة والسّواق، غير أن الفرحة كانت أكبر من ملاحظات تحوم حول زحمة عابرة اصطنعتها السّعادة.
طلبة اليوم متفوقون على من سبقوهم بالضرورة، فالكتاب الذي كان الطالب يشقى كي يحصل عليه، صار يقدّم نفسه مجانا دون جهد، والأستاذ الورع لم يعد يكتفي بساعة الدّرس، وإنما صار يلتقي طلبته على منصّات التواصل الاجتماعي، فيكون في عونهم ويحرّضهم على المعرفة. ولو نبحث عن نقاط التقاطع بين طالب اليوم، والطالب السابق لحضارة الإعلام، لوجدنا بينهما مشتركا واحدا فقط، لم تنفع التكنولوجيا في إزالته، ولا تغييره، وهو مشترك ملف التسجيل الذي تطلبه المؤسسة التعليمة كل عام، خاصة في شقّه المتعلّق بالصور وشهادة الإقامة، وهذه الأخيرة تبقى غصّة يحسّ بها جميع الطلبة دون استثناء، وتكون عويصة للغاية حين يجدون أنفسهم في مواجهة موظف حانق من الحرّ والقرّ، غاضب من قميصه وبنطاله، أو موظف لا يرى حريّا بخدماته السّامية سوى (معريفة) قديمة، أو صاحب مصلحة مرسلة..
هذا جيل جديد نحتفي به، ونفرح به ونسعد له، فهو يمثّل غدنا المشرق، ومستقبلنا الفاخر، وينبغي أن نكون في عونه ونشدّ على يده إلى أن يحقّق أمل بلادنا فيه، ويقدّم ثمرات جهوده سائغة للوطن، ولو نخلّصه من (شهادة الإقامة) التي يستخرجها كل عام، لقدّمنا له، وللبلدية، خدمة جليلة، خاصة وأنه ليس هناك ما يدعو حقيقة إلى إثبات الإقامة في عصر البيومتري..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.