يؤكد الدكتور عبد الحفيظ قايدي، مختص في الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، أن الوضع الوبائي مستقرة وغير خطير.
أوضح قايدي أن ارتفاع عدد الإصابات في الجزائر كان متوقعا بالنظر إلى حالة تراخي المواطنين، ونسيان الإجراءات الوقائية والعزوف عن التلقيح.
وقال الدكتور، في تصريح لـ”الشعب”، إن الارتفاع التدريجي في عدد الإصابات ليس مؤشرا للحديث عن موجة خامسة ، بدليل تسجيل البلدان الأوروبية ما يقارب 20 ألف حالة يوميا ومع ذلك لا يتحدثون عن موجة أخرى.
وأوضح أن المصطلح مقترن بما عاشه العالم في الموجات السابقة من حالات طوارئ بينما الآن الفيروس متحكم فيه.
وقال: “مقارنة مع الموجات السابقة، فإن البلدان التي تسجل أعداد كبيرة حالات الاستشفاء عندها قليلة”.
وأكد أن ارتفاع الحالات في الجزائر هو نتيجة تحور الفيروس وعدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية بعد فترة الهدنة التي عاشتها الجزائر قرابة أربع أشهر كاملة سجلنا خلالها صفر حالة.
وشدد على أن الاستمرار في حالة التراخي قد تؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة بكورونا.
وقال: “إضافة إلى ما نعيشه عالميا، نسجل زيادة عدد الإصابات في كل من فرنسا بريطانيا والشقيقة تونس، ونحن لدينا تنقلات مشتركة معهم”.
وأبرز قايدي وجود اختلاف بين الموجات السابقة والوضع الوبائي الآن، كوننا نعيش مناعة مكتسبة تقلل من خطورة الفيروس،سواء مناعة المرض أو مناعة التلقيح التي تدوم- حسب الخبراء- بين سنة إلى سنتين ،لذلك نسجل حاليا ضعف الفيروس.
غير أن الخاصية الجديدة الملاحظة في المصابين الآن طول مدة المرض التي تتجاوز 10 أيام ،ما يعني أنه كل ما تطول مدة الأعراض، تكثر العدوى،أضاف المختص في الأمراض المعدية.
وفي تقييمه للوضع الصحي بعد سنتين من الجائحة، شدد محدثنا على ضرورة استخلاص العبر من التجارب السابقة، مع أخذ الحيطة و الحذر لتفادي موجة خامسة،خاصة وأننا نجهل خطورة الفيروس الموجود بيننا.
وقال أيضا: ” هذا الفيروس يشهد تحورا مستمرا دون معرفة خطورته،لأن المنتشر الآن متحور أوميكرون ، لكن فروعه غير معروفة بعد ، لأن معهد باستور الوحيد من يحدد نوعية الفيروس المنتشر”.
بخصوص فتح الحدود البرية مع تونس التي تشهد وتيرة متصاعدة لكوفيد- 19 ،قال الدكتور أننا أمام جائحة عالمية و تونس تشهد إقبال كبير للجزائريين،و يحتمل انتشار العدوى.
وشدد على الرقابة الصارمة عند العودة والمرور إلى التشخيص من أجل العزل في حالة تسجيل أي إصابات،لكن في حال تسجيل حالات خفيفة من المرض فيمكن التحكم في الوضع.
أكد المتحدث أن، الأمور مرتبطة بالوضع الوبائي والسلطات في حالة ترقب،من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة في أوانها وقبل تفاقم الوضع الصحي.
العودة للتلقيح الخلاص
ويرى قايدي أنه، في حال تدهور الوضع الوبائي لابد من العودة للحجر الصحي بالنسبة للعائدين،و نفس الأمر يتعلق بالمواطنين، يجب التقيد بالإجراءات الوقائية خاصة الأماكن العمومية.
ودعا المختص في الأمراض المعدية الدكتور، جميع المواطنين للتلقيح الذي يعتبر الناجي الوحيد من حالات العناية المركزة، وأشار إلى أن الوضع الوبائي اليوم ،مسؤولية المواطن الذي يجب أن يحافظ على نفسه وعائلته و محيطه الاجتماعي.