تزامن ارتفاع إصابات “كورونا” في الجزائر، بعد تشخيص 55 إصابة يوم الثلاثاء، مع ظهور السلالة الجديدة BA5 المتفرعة من “أوميكرون”، ما يستدعي الحيطة والحذر من الجميع، لاسيما المواطنين المطالبين بالعودة لتطبيق البروتوكول الصحي الخاص بالفيروس التاجي في الأماكن العمومية، بغرض تجنب أي طارئ.
يدق مختصون ناقوس الخطر بعد الارتفاع المتواصل لاصابات “كورونا”، رغم أنها لم تبلغ 100 إصابة في اليوم بعد، إذ ارتبطت التحذيرات بالمنحنى التصاعدي لأرقام الوباء الذي وصل لدرجة الصفر قبل شهرين في كل المؤشرات الخاصة به.
ويأتي هذا الارتفاع المتدرج في عدد الإصابات اليومي، توازيا مع الطفرة الكبيرة في تشخيص عدد الاصابات بالفيروس في العالم لا سيما السلالة الجديدة BA5 التي تفرعت من متحور “أوميكرون” المعروف بسرعة الانتشار بين الأشخاص وضعف الأعراض الخاصة به.
ولم تظهر السلالة الجديدة في العالم والجزائر صدفة، حيث توقع مختصون منذ شهر جوان الفارط انتشار متحور جديد يتفرع من “أوميكرون” خاصة وأن الفيروس التاجي الذي يتسم منذ ظهوره بووهان الصينية نهاية 2019 بشدة مقاومته لأي تغيرات تطرأ على مناعة الأشخاص الذي أضحى الكثير منهم محصنا باللقاح.
وقلل متابعون للشأن الصحي بالجزائر من خطورة المتحور الجديد، بسبب اتصافه بسرعة الانتشار هو الأخر، لكن دون تناسي تطبيق الإجراءات الوقائية التي ينبغي أن تنفذ من الأن فصاعدا لتجنب أي موجة خامسة للفيروس التي ستكون عبئا ثقيلا على كبار السن والمرضى بالأمراض المزمنة الذين دائما ما كانوا ضحية في الموجات السابقة.
وفي تصريح إعلامي سابق، قال المدير العام لمعهد باستور، إن “سلالة BA5 تنتشر بشكل سريع في العالم وفي الجزائر مع غياب شبه كلي لإجراءات الوقاية”، ليضيف “توقعنا ظهور متحورات لاوميكرون وهو ما حدث في أواخر جوان، حيث بدأ في الانتشار إضافة إلى وجود بيئة مناسبة جدا تتمثل في التخلي الكلي عن إجراءات الوقاية”.
وأشار درار إلى أن “الشباب أكثر حصانة ضد الفيروس، لكن خطورته على الفئات الهشة خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة”، في حين يرى أن هذه السلالة الجديدة “ليست أخطر من سابقاتها لكن أسرع انتشارا وفرص الوصول إلى حالات خطرة لهذه الفئات أقوى من السابق”.
وحسب درار سلالة “BA5 لا تنتشر عادة في الصيف لكن قوتها تشتد في الخريف والشتاء، لذلك نصح بضرورة الإسراع في التلقيح تحسبا لما هو قادم خاصة للفئات الضعيفة من الكبار والمرضى.
مهياوي: الموجة الخامسة بعيدة
وبلغة المطمئن خفض مهياوي في تصريحات سابقة مؤشرات القلق المرتبطة بارتفاع الإصابات وعلاقاتها بالموجة الخامسة، التي اجتاحت عددا من الدول في الفترة الحالية، ورغم ذلك، يرى عضو اللجنة العلمية وجوب احترام البروتوكول الصحي والوقائي الخاص بالفيروس التاجي لتفادي أي طارئ الجزائر ليست في غنى عنه في الوقت الحاضر، خاصة بعد تسجيل تهاون كبير في التعامل به إثر تراجع عدد الإصابات إلى الصفر في بعض الأحيان.
ووسط الحديث عن الاحتياطات الواجب اتخاذها، رحب مهياوي بالقرار الجزائري-التونسي القاضي بشأن إعادة فتح الحدود بين البلدين المغلقة منذ سنتين بسبب الوباء، ودعا إلى ضرورة أخذ الاحتياطات الضرورية لتفادي ارتفاع الإصابات بالفيروس في الجزائر.
واعتبر المتحدث إقبال المواطنين على اللقاح بالجزائر ضعيفا، بالمقابل أشار إلى أن مراكز التلقيح لازالت مفتوحة أمام المواطنين بالمؤسسات الاستشفائية في 58 ولاية، من أجل تلقي اللقاح لأنه قلص من نسبة الإصابات بالوباء في فترة معينة حتى في العالم.