264 حريق و إتلاف 1300 هكتار حصيلة حرائق الغابات منذ الفاتح من جوان. هي أرقام تُمثل 10 بالمائة من عدد الحرائق وحجم الخسائر المسجلة في الفترة ذاتها من السنة الماضية.
يكشف مدير الوقاية ومكافحة حرائق الغابات بالمديرية العاصمة للغابات رشيد بن عبد الله، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، حصيلة حرائق وخسائر مسجلة من الفاتح جوان إلى 19 جويلية.
ويعتبر بن عبد الله حصيلة هذه السنة إلى غاية الآن “غير مقلقة عكس الفترة ذاتها من السنة الماضية، أين سجلت الجزائر حرائق مهولة بولاية سكيكدة أتت على مساحات غابية شاسعة وتسببت في خسائر فادحة”.
في عرض لأرقام وإحصائيات المديرية العامة للغابات حول حرائق هذه الصائفة، أشار المتحدث إلى تسجيل 264 حريقا أتلف نحو 1300 هكتار من الفاتح جوان إلى غاية 19 جويلية، أغلبها سجلت بولايات بجاية، سكيكدة وتبسة.
أرقام يصفها بن عبد الله بغير المقلقة مقارنة بالحصيلة المسجلة في الفترة ذاتها من السنة الماضية: ” السنة الماضية سجلنا إتلاف أزيد من 10 ألاف هكتار من المساحات الغابية، فيما لم تتعدى حصيلة هذه السنة 1300 هكتار، أي بنسبة 10 بالمائة”.
ويبرز المصدر أن تظافر جهود الجميع، من ولاة، مصالح الدرك الوطني، وجهازي الحماية المدنية ومحافظة الغابات، إلى جانب مواطنين وجمعيات، سمح هذه السنة بتعزيز برامج الوقاية والرفع من مستوى اليقظة، وأيضا رفع درجة الوعي لدى المواطنين.
وعي المواطن
التدابير الاحترازية المتخذة من قبل السلطات العمومية وحملات التحسيس التي سبقت موسم الاصطياف – حسب بن عبد الله – أتت ثمارها رغم ما سُجل من حرائق.
ويقول المتحدث في هذا السياق: ” لمسنا هذه السنة جانب من الوعي لدى المواطنين، المواطن شريك أساسي وجزء من إستراتيجية محافظة الغابات، أغلب الحرائق المسجلة شارك فيها مواطنون وجمعيات سواء بالتبليغ أو التدخل”.
ومن بين الإجراءات التي تساهم في حماية الثورة الغابية أيضا، تعميم الرقم الأخضر على كافة الولايات، إلى جانب تدابير اتخذها الولاة مثل منع الولوج إلى الغابات في أوقات معنية، وفق المصدر.
ويوضح بن عبد الله بشأن مخطط اليقظة لحماية الغابات، أن كل ولاية تعمل وفق مخطط خاص يراعي خصوصيات المنطقة، ويبرز وجود مناطق تحتاج يقظة أكثر بالنظر إلى المعطيات الجغرافية والتغييرات المناخية.
وأضاف المصدر: ” الديوان الوطني للأرصاد الجوية يُرسل دوريا خرائط رقمية تحمل مؤشرات حول التغييرات المناخية قبل 24 ساعة، تسمح بأخذ احتياطات الوقاية اللازمة ومجابهة أي خطر محتمل”.
ومن بين الايجابيات المسجلة هذه الصائفة، يشير بن عبد الله إلى التخلي عن ممارسات تعود عليها مواطنون في مناسبات معينة مثل عيد الأضحى:” هذه السنة سجلنا تجاوب المواطنين مع حملات التحسيس والتوعية التي ركزت على ضرورة تجنب الذهاب إلى الغابة، وهو ما كنا نتخوف منه”.
“ما تخلوهاش تتحرق”
ومعلوم أن المديرية العامة للغابات أطلقت هذه السنة حملة تحسيسية تحت شعار “ما تخلوهاش تتحرق”، وتكوين 40 مكلف بالاتصال بولايات أكثر عرضة للحرائق، حيث استفادت المديرية من 9. 3 مليار دينار لتحسين جهاز مكافحة الحرائق، حيث سمح هذا التمويل بتحديث غرفة العمليات ومتابعة الحرائق.
وتعمل الحكومة ممثلة في وزارة الفلاحة، على تطبيق إستراتيجية جديدة لمكافحة حرائق الغابات والوقاية منها خلال السنة الجارية، ترتكز على مبدأ تحسين الجهاز العملياتي لرفع الكفاءة في عمليات التدخل والتقليل من تعرض الثروة الغابية إلى الحرائق وحماية الممتلكات والأشخاص.
من جانب آخر، يفسر المتحدث الى “الشعب أونلاين” موجة الحرائق المندلعة في كثير من الدول مثل المغرب وتونس، فرنسا واسبانيا، بالتغييرات المناخية:” درجات الحرارة المرتقبة والجفاف كلها عوامل تتسبب في اندلاع حرائق وانتشارها”، وأضاف:” لذلك نعمل على متابعة المؤشرات التي يوفرها الديوان الوطني للأرصاد الجوي للتأهب في الحالات التي تسجل فيها درجات حرارة عالية”.