لاحظ رواد التواصل الاجتماعي، أن بعض «صنّاع الظلام» يشنّون حملة شعواء على الجزائريين والتونسيين، أطلقوها مباشرة بعد إعلان الرئيس تبّون وأخيه الرئيس سعيّد، عن فتح الحدود البريّة بين البلدين الشقيقين، كي تعود الحركة إلى طبيعتها، بعد أن فرضت الجائحة فروضها، وحرمت الشعبين من اللّقاء.
وتظهر الحملة من خلال فيديوهات تنتشر عبر مختلف الوسائط، تحاول أن تبثّ أسباب الفرقة بين الشعبين الجزائري والتونسي، ويبذل الخبثاء فيها من الحيل الرخيصة ما يعتقدون أنّه يمكن أن ينال من علاقة الأخوة التي تربط بين البلدين، أو يهزّ الثقة المتبادلة بين أبناء الشعبين؛ ولهذا يتخيّرون كل مقذع من الكلام يبثّونه في حقّ هذا وذاك، ويقدّمونه في شكل (أمر واقع) كي يرسّخوا أوهامهم التي تسكن في دواخل قلوبهم المريضة.
إنّ ما يجمع الجزائر وتونس، أكبر من أن تنال منه هرطقات التواصل الاجتماعي. والجزائري لا يمكن أن يصدّق أوهاما يعرف أنّها تقصد قصدا إلى النيل منه، تماما مثل التونسي الذي يدرك أن ما يربطه بشقيقه، أعلى من أن يتأثر بسيناريوهات تافهة، تقصد صراحة إلى بثّ التفرقة، واصطناع العداوة؛ ذلك أنّ دماء الجزائريين والتونسيين التي امتزجت في مكافحة المستعمر الغاشم، تبقى متعالية عن كل ما يمكر أذناب الاستعمار وأشياعه من المتربصين والحاقدين والمنزعجين من علاقة الجزائريين بالتوانسة.
إن أبواق «تيك توك» و»فايسبوك» تدرك جيّدا أن نفثها لا يفيد، تماما مثلما تدرك أن علاقات الأخوّة لا تتأثر بلغْوِها، ولكنّها تواصل في بذل كلّ ما وسعها من أجل الوصول إلى أهدافها، بل وتستميت في تمرير رسائلها الخبيثة، فهي لا تستطيع أن تستوعب بأن ما تجمعه يد الله، أكبر من أن تفرّقه أيادي التافهين من صناع الظّلام..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.