يتحدث الباحث في علم الفيروسات، محمد ملهاق، عن الوضع الوبائي في الجزائر بعد ارتفاع الإصابات بفيروس “كورونا”، ووسط سيطرة متحور جديد على المتحورات التي تفرعت من الفيروس الأصلي “كوفيد-19”.
قال ملهاق، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، إن “فرضية بلوغ المناعة الجماعية تبين أنها غير صحيحة ولا تتماشى مع طبيعة فيروس “كورونا”، الذي يتميز بسرعة تغييره جينيا ليتماشى مع أي وضع وبائي مهما كانت الظروف”.
وما يؤكد ذلك ظهور متحور ” BA5″ أحد فروع المتحور “أوميكرون” الذي كان غالبا قبل 4 أشهر وتسبب في نهاية متحور “دلتا”، بعد أن أحدث طوارئ صحية بالجزائر جراء الأعراض الخطيرة التي كانت تظهر على المريض بالوباء.
وأضاف في هذا السياق: “BA5 متحور فرعي من المتحور “أوميكرون” يتميز بنفس خصائصه. جينيا هو متحور متفرع وهذا أمر طبيعي، فالفيروسات تتطور وتعطيها طفرات جديدة في كل مرة وعليه فإن “كوفيد 19″ من الفيروسات غير المستقرة جينيا”.
وفي جواب على سؤال متعلق بالأعراض التي يتميز بها المتحور ” BA5″، يشير البيولوجي السابق في مخابر التحاليل الطبية، إلى أنها تلك الشائعة عن “أوميكرون” والمتمثلة “التعب، التهاب الحلق، الحمى، الصداع”.
إضافة إلى أعراض أخرى أقل شيوعا تم تدوينها من طرف الباحثين لأن ” BA5″ ليس جديدا لأنه “مر بجنوب إفريقيا والبرتغال ويعد سببا رئيسيا في الموجة السابعة في فرنسا، ايطاليا. هو تقريبا موجود في كل دول العالم، وعليه أهم الأعراض فقدان “حاسة الشم، فقدان حاسة الذوق، الإسهال، والقيء”.
وبشأن فترة الحضانة الخاصة بالمتحور الجديد، ذكر المتحدث أنها طويلة بعض الشيء عن “أوميكرون”، تصل 7 إلى 10 أيام في حين كانت مدة الحضانة في “أوميكرون” الأصلي 4 أيام، إضافة إلى أن ” BA5″ أسرع انتشارا من “أوميكرون”.
ويقول ملهاق إن “خطورة الفيروس الجديد أضحت نقطة خلاف بين العلماء، لكن يجب التأكيد على أن خطورته نسبية فهو أقل خطورة من “دلتا” و”كوفيد -19″ الأصلي، لكن يبقى خطير بالنسبة مادام تم تسجيل وفاة بالجزائر وعشرات الوفيات في دول أخرى، لهذا الحذر مطلوب”.
ويبرز خبير الفيروسات، الاختلاف بين متحورات ظهرت في الجزائر، ” BA5″ يتميز بسرعة الانتشار مقارنة بـ”أوميكرون”، الذي كان يتسم بهذه الصفة، في حين درجة خطورته منخفضة مقارنة بـ”دلتا”، الذي يعد أفتك متحور مر في الجزائر، بالمقابل ” BA5″ يتصف بسمة الهروب المناعي، لهذا الأشخاص الذين أصيبوا بـ”أوميكرون” ليسوا محصنين من هذا المتحور الجديد”.
وفي الأخير تطرق ملهاق إلى الإجراءات الواجب التعامل بها، بعد الارتفاع المسجل في عدد الإصابات في الفترة الأخيرة، ووضع المتحدث اللقاح في خانة الحل الوحيد القادر على كبح عدد الاصابات، الوفيات والحالات التي تدخل العناية المركزة.
وسجلت وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، يوم الإثنين، 77 إصابة بفيروس “كورونا”، بالمقابل لم تسجل وفيات بسبب الفيروس التاجي مع وجود 3 مرضى في العناية المركزة.