تتجه أنظار العرب قاطبة إلى الجزائر، التي تتهيأ لاحتضان القمة العربية يومي 1 و2 نوفمبر المقبل، في خضم تحركات الدبلوماسية الجزائرية بغرض تنظيم قمة استثنائية تظل نتائجها معمولا بها لسنوات، على ضوء صراعات سياسية بدول عربية عديدة.
وضعت القيادة العليا في الجزائر، عديد النقاط المحورية من أجل تحقيقها في القمة العربية المقبلة، منها لمّ شمل بين دول وحتى الإصلاح بين فرقاء داخليا بدول أخرى، في خطوة دائما ما اعتمدتها دبلوماسية الجزائر منذ 60 سنة من الاستقلال.
وتعمل الجزائر عن طريق تحركات دبلوماسية مكثفة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، بعدما تم تعليق عضويتها في نوفمبر 2011.
وكان آخر تحرك لوزير الحارجية رمطان لعمامرة، يوم الاثنين، إذ التقى بالرئيس السوري بشار الأسد، حيث سلمه رسالة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ونقل بالمقابل شكر الشعب السوري للجزائر بسبب مواقفها تجاه سوريا في العشرية الأخيرة.
في هذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية سمير محرز، في اتصال هاتفي مع “الشعب”، أن الجزائر دأبت، قبل تنظيم أي قمة أو تظاهرة إقليمية سواء عربية كانت أو افريقية، على القيام “بمجموعة جلسات تحضيرية وجولات لمناقشة مختلف الملفات والقضايا العربية المشتركة”.
وأضاف المتحدث: “هذا ما تقوم به الجزائر في الوقت الحاضر، في ما يخص التحضير للقمة العربية التي ستنعقد في نوفمبر المقبل، وستراهن على عديد القضايا والملفات السياسية والاقتصادية، ومن أهم الملفات التي تراهن عليها الجزائر في الآونة الأخيرة.
ويتوقع أستاذ العلوم السياسية، أن يكون للجزائر دور في لمّ الشمل العربي بتفعيل دور الحقيبة الدبلوماسية الجزائرية في الوساطات وفض الخلافات، كما قامت به تجاه الفرقاء في مالي وتوصلت لحل وسط يجمعهم، إضافة للفرقاء السياسيين في ليبيا، وكذا اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهنية، بإشراف الرئيس تبون شخصيا في ذكرى ستينية استقلال الجزائر.
ويؤكد محرز قدرة الجزائر على إنجاح القمة العربية، لأنها هيّأت كل الظروف المواتية من أجل جمع كل القادة والملوك والرؤساء العرب في قمة الجزائر. وواصل، ستكون القمة الأنجح في تاريخ القمم العربية، لأن الجزائر في هذه القمة ستعالج أغلب الملفات الشائكة، إضافة لمناقشة أهم المخاطر الأمنية على الدول العربية ومعضلة أزمة المياه وموضوع الأمن الغذائي في المنطقة العربية”.