تواصل حركة التضامن مع الشعب الصحراوي بجزر كناريا حملتها الواسعة النطاق بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني للمطالبة بتمكين الشعب الصحراء الغربية من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وشملت الحملة، حسب ما نقلته وكالة الانباء الصحراوية اليوم الجمعة، بلديات جزيرة كناريا الكبرى، حيث تم تنظيم ندوة تضامنية مع الشعب الصحراوي أمس بمقر النقابات العمالية بمدينة سانتا كروز دي تينيريفي تحت شعار “كناريا مع الصحراء الغربية”، إيذانا بإطلاق حملة تحسيسية مماثلة على مستوى مقاطعة تينيريفي لاطلاع الرأي العام على ما يتعرض له الشعب الصحراوي من مؤامرات خطيرة تستهدف وجوده ولكسب التأييد الشعبي لعريضة التي تنوي فعاليات المجتمع المدني بالارخبيل تسليمها للجنة الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة خلال انعقادها شهر اكتوبر القادم.
وشهدت الندوة التي نشطها ممثل جبهة البوليساريو بكناريا حمدي منصور، بمعية عضو الجمعية الكنارية لأصدقاء الشعب الصحراوي المكلف بملف رصد عمليات نهب الثروات الطبيعية الصحراوية انسلمو رافينيا، حضورا “لافتا” لحركة التضامن وممثلي الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات عمومية فضلا عن جمهور من المتعاطفين مع الشعب الصحراوي إلى جانب العديد من وسائل الاعلام المحلية.
وأطلع الدبلوماسي الصحراوي، الحضور على الوضع الصعب الذي يمر به الشعب الصحراوي الذي بات عرضة لجشع اطراف عدة همها الوحيد الاستحواذ على موارده الطبيعية، معربا في السياق ذاته عن إنشغاله العميق لتماطل الأمم المتحدة على مدى عقود في مباشرة عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية .
شدد حمدي منصور، على أنه “حان الأوان لمجلس الأمن تحديد رزنامة لتنظيم الاستفتاء بالإقليم ليقرر من خلاله الصحراويون بكل حرية المستقبل الذي يرضونه لأنفسهم”.
وندد الممثل الصحراوي في اللقاء، ب”التدهور الخطير” لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، مطالبا المجتمع الدولي بوضع آلية أممية لحماية المواطنين الصحراويين ووضع حد لسرقة ثرواتهم الطبيعية.
أما فرينيا فقد ذكر بموقف آخر حكومة اسبانية دكتاتورية بخصوص المسألة الصحراوية لافتا إلى انه في عام 1975 تخلى ارياس نافارو عن الصحراء الغربية مقابل استمرار هيمنة الاستعمار الاسباني على منجم فوسفاط بوكراع وامتيازات كبيرة أخرى في مجال الصيد البحري.
فها نحن اليوم ، يضيف السيد رافينيا ، “بصدد الحديث مرة أخرى عن مستقبل قاتم لهذا الإقليم، مضيفا انه هناك طرفان-المملكة المغربية والمملكة الاسبانية – يتفاوضان حول اقتسام الموارد الطبيعية المغمورة بالمياه الإقليمية للصحراء الغربية بينهما، علما بأن ليس لأي منهما أدني سند قانوني لحيازة تلك الموارد التي تبقى ملكا حصريا لصاحب الأرض الا وهو الشعب الصحراوي”.
وتم خلال الندوة تلاوة عريضة المجتمع المدني بكناريا التي سترفع إلى الأمم المتحدة خلال انعقاد لجنتها لتصفية الاستعمار شهر اكتوبر القادم.
وللتذكير يتزامن انطلاق هذه الحملة التحسيسية مع مجيء الأطفال الصحراويين للديار الكنارية في اطار “عطلة الصيف في سلام “الذين سيشاركون غدا السبت الى جانب حركة التضامن والعائلات المستضيفة للأطفال القادمين من مخيمات العزة والكرامة في مظاهرة ضخمة بمدينة سنتا كروز دي تينيريفي تضامنا مع الشعب الصحراوي في كفاحه العادل من اجل الحرية والاستقلال.