أكدت مديرة حماية النباتات والحيوانات بالمديرية العامة للغابات، إلهام كابويا، أن حصيلة حرائق الغابات لهذه السنة أقل حدة مقارنة بالسنة الماضية، وذلك بفضل جملة الإجراءات الاستثنائية المتخذة.
وأوضحت كابويا، في تصريح لـ “وأج”، أن “الوضع الذي تعرفه الولايات المتضررة من حرائق الغابات التي اندلعت مؤخرا متحكم فيه ويمكن تسييره”، مضيفة إلى أنه “بالمقارنة مع السنة الماضية، يمكن القول أن حصيلة حرائق الغابات أقل بكثير”.
وكانت بعض الولايات، على غرار بجاية وسطيف وجيجل، قد شهدت في الأسابيع الأخيرة اندلاع بعض الحرائق في غاباتها، لكن حالة التأهب القصوى المعلنة والإجراءات الاستثنائية المقررة سمحت باحتواء الوضع.
وتأتي ولاية بجاية في المرتبة الأولى من حيث المساحات المتضررة وعدد بؤر الحرائق، تليها سطيف وجيجل.
وعرفت هذه الصائفة ارتفاع غير اعتيادي لدرجات الحرارة إلى مستويات عالية، شمل معظم دول الحوض المتوسط، مما أدى إلى اندلاع حرائق كثيفة بوتيرة حادة في عدد من بلدان المنطقة.
ولمواجهة الوضع، أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية “حالة تأهب قصوى، وعن تعبئة كافة مستخدميها التابعين لأسلاك إدارة الغابات، وذلك في إطار التفعيل الدائم والمستمر للمخطط الوطني للوقاية ومكافحة حرائق الغابات”.
وفي هذا الإطار، تم تأجيل العطل السنوية لإطارات المديرية العامة للغابات والمديريات المعنية بمكافحة الحرائق، ليكونوا جاهزين للتدخل في حال حصول أي طارئ، إلى جانب ضمان حرصهم على المراقبة واليقظة المستمرة للسيطرة على الحرائق الصغيرة قبل أن تنتشر للمناطق المجاورة لها.
وكما تم تقديم حملة مكافحة الغابات لهذه السنة من جوان (كما كان معمولا به في كل سنة) إلى ماي، مع تطبيق استراتيجية جديدة ترتكز على مبدأ تحسين الجهاز العملياتي لرفع الكفاءة في عمليات التدخل والتقليل من تعرض الثروة الغابية إلى الحرائق وحماية الممتلكات والأشخاص.
كما تعتمد الاستراتيجية أيضا على إشراك المواطنين في المساهمة الفعالة في الانذار المبكر والتدخل بمواقع الحرائق حديثة النشأة وتجنيد لجان الأحياء المجاورة للغابات.
ويشكل المواطنون هذه السنة أهم مصادر “التبليغ الآني” عن نشوب الحرائق، لاسيما بعد وضع الرقم الأخضر 1070 تحت تصرفهم، حسب المسؤولة.
ولفتت كابويا في هذا السياق إلى أن المفارغ العمومية باتت من المسببات الرئيسية في اندلاع الحرائق، وهو الحال بالنسبة للحريق الذي اندلع بولاية سطيف، كونها تحتوي على عدة بقايا منزلية ومواد سريعة الاشتعال.
وأكدت بهذا الخصوص على أهمية الحرص على إخراج النفايات المنزلية ليلا، لتفادي تعرضها للحرارة المرتفعة، وبالتالي تجنب اندلاع الحرائق بالأخص في المناطق السكنية المحاذية للمناطق الجبلية والغابية.
كما أشارت إلى خطورة استعمال أجهزة الشواء على الجمر، والتي يمكن أن تنقل الشظايا الصغيرة الناجمة عنها إلى الأشجار على ارتفاعات معتبرة، بفعل عامل الرياح، مما قد يتسبب في نشوب حرائق.
وقامت المديرية العامة الغابات بتقديم توجيهات للولايات من أجل تشديد المراقبة على استخدام أجهزة الشواء في الفضاءات الغابية.
كما تم تنصيب حواجز قارة يؤطرها أعوان الغابات، يتكفلون من خلالها بمراقبة زوار الغابات وتقديم نصائح لتحسيسهم بضرورة تجنب بعض السلوكيات في المحيط الغابي، أو منعهم من التوغل في محيطات غابية معينة و من استعمال مواد معينة.
كما نظمت المديرية العامة للغابات بالتنسيق مع المعهد الوطني للإرشاد الفلاحي، حملة توعية تحت شعار “ما تخليهاش تتحرق” تهدف للتحسيس ضد مخاطر حرائق الغابات، والإجراءات الواجب اتخاذها للحفاظ على المحيط الغابي.
وأنشأت المديرية العامة للغابات جهاز عملياتي يتضمن 3261 نقطة مياه، و513 مناوبة متحركة تتضمن 1017 عونا، و401 نقطة مراقبة مزودة ب 960 عونا، إلى جانب 1019 ورشة وموقع للتدخل يعمل على تسييرها 9481 عامل، و63 شاحنة إمدادات و240 شاحنة إطفاء.
كما سخر القطاع لهذه السنة 15 شاحنة ذات صهريج بسعة 3000 لتر و80 شاحنة إطفاء خفيفة وأكثر من 3000 مضخة ظهر.
يذكر حرائق الغابات المسجلة خلال السنة الماضية 2021 أتلفت أكثر من 100 ألف هكتار مخلفة 84 قتيلا.