كشف الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للحديد والصلب، أحمد بن عباس، لدى حلوله ضيفا ببرنامج “أسواق” عبر قناة الجزائر الدولية أن عائدات الاستثمار في منجم غار جبيلات ستصل إلى 2 مليار دولار في المرحلة الأولى، ونحو 8 مليار دولار على الأمد البعيد.
تشغل المرحلة الأولى من استغلال منجم غار جبيلات بالجهة الغربية للمنجم مساحة تفوق 5000 هكتار، وتحوي مخزونا يفوق 1 مليار طن من الحديد الخام، وهي جزء من مساحة تصل إلى 15 ألف هكتار ومخزون يفوق 3 مليار طن من الحديد الخام.
تكاليف الإنتاج الأقل عبر العالم
كشف الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للحديد والصلب، أحمد بن عباس، لدى حلوله ضيفا أمسية الثلاثاء على برنامج “أسواق” الذي ينشطه الزميل عز الدين ديدان من قناة الجزائر الدولية، أن عملية استغلال المنجم من أيسر طرق استغلال مناجم الحديد عبر العالم كون مكامن الحديد تتواجد على سطح الأرض وليست بالعمق الذي يصل إلى باطن الأرض ويكلف الكثير لاستخراج خام الحديد.
وأضاف أحمد بن عباس، أن الصورة واضحة اليوم بشأن التكاليف وهي من بين أيسر التكاليف في العالم، لطبيعة المنجم.
وأضاف المتحدث أن المرحلة الأولى من استغلال المنجم سيعتمد فيها على نقل الحديد الخام عبر الطرق البرية في شاحنات مخصصة لذلك نحو مدينة بشار والتي سيتم هناك تثمين وتحويل المادة الأولية التي ستوجه لاحقا للسوق الداخلية ومن بعدها نحو الأسواق الدولية.
وهنا أوضح الضيف الثاني لبرنامج “أسواق” بالقناة الجزائر الدولية، الرئيس المدير العام لمجمع “مناجم الجزائر” محمد صخر حرامي، أنه سيتم إنجاز مصانع تحويل وتثمين خام الحديد الذي سيتم نقله نحو مدينة بشار، مذكرا أن هذه الأخيرة هي أقرب المدن لمدينة تيندوف والتي تحوز على ما تطلبه إنشاء هذه المصانع من كهرباء وماء وغاز، غير أن هذا لا يعني أنه لن تكون هناك استثمارات في مدينة تيندوف تسمح بتهيئة المنتوج الخام وتحضيره لكي ينقل نحو مصانع مدينة بشار.
وفي ذات السياق أشار حرامي أن كل القطاعات الوزارية المعنية بهذا الاستثمار شاركت في عدة اجتماعات على مستوى الوصاية من اجل وضع خارطة الطريق وتكفل كل قطاع بمهامه في سبيل تجسيد هذا الاستثمار الضخم على أرض الواقع.
وأضاف أن من بين خطط هذا الاستثمار هو إنجاز مدينة متكاملة من حيث جميع المرافق حول منجم غار جبيلات تضم حوالي 5 آلاف ساكن، إضافة إلى خط السكك الحديدية الذي سيتم إنجازه عبر طول 1000 كلم بين تيندوف وبشار والذي سيحوي 10 محطات، وهي عبارة عن قفزة نوعية في مجال النقل بالسكك الحديدية وفرصة لفك العزلة على طول خط السكك الحديدية المار عبر المنطقة.
1.2 مليار دولار قيمة استثمارات المرحلة الأولى
من جهته كشف الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للحديد والصلب، أحمد بن عباس، عن التقديرات الأولية لتكاليف استغلال المنجم والذي ستتراوح في المرحلة الأولى بين 1 مليار و 1.2 مليار دولار، وأوضح أن هذا الرقم يخص عملية استغلال المنجم، إضافة إلى الاستثمارات الصناعية في إنجاز مصانع التحويل بولاية بشار.
وإلى غاية سنة 2040 وضعت الجهات الوصية مخططا لإنتاج يتراوح بين 40 و 50 مليون طن من الخام الحديد والذي سيتم تصنيعه وطرحه في الأسواق مع مراعاة الاحتياجات السوق المحلية والدولية، وهذا الاستثمار سيصل نحو 12 مليار دولار، وهو الرقم الذي بإمكانه إنتاج حوالي 20 مليون طن من الحديد الصالح للتسويق في شكله النهائي.
وفي ذات السياق أشار الرئيس المدير العام لمجمع “مناجم الجزائر” محمد صخر حرامي، أن عملية الاستغلال في كل المشاريع المنجمية تتم عبر مراحل تدريجية، تصل في مرحلتها الأولى إلى 5 سنوات يتم خلالها البدء الفعلي في استغلال المنجم وتنظيم العمل فيه، كما تعتبر أشغالا أولية بالنظر إلى كمية الاستغلال التي تصل إلى 3 مليون طن من خام الحديد، قابلة للطحن والتثمين والدخول في عملية الإنتاج.
من جهة أخرى، أوضح حرامي أن المجمع الصيني هو أول شريك في المرحلة الأولى للبدء في إنجاز مصنع تحويل الحديد وإنجاز البلاطات، إضافة إلى العمل مع المركبات الصناعية الكبرى التي تنشط في ميدان الحديد والصلب، كمركب “توسيالي” و”بلارة” و مركب “الحجار” وكلها مركبات ستستفيد من خام الحديد الذي يستخرج من منجم غار جبيلات.
كميات إنتاج تصل 16 مليون طن من الحديد
من جهة ثانية، كشف الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للحديد والصلب، أن مصالحه أنجزت دراسة لمتابعة سوق الحديد والصلب المحلية، وتوقعت هذه الدراسة بكميات إنتاج لمادة الصلب على المستوى المحلي تصل إلى 12 مليون طن سنة 2025، في حين تشير التوقعات انه والى غاية سنة 2030 ستصل كميات الإنتاج نحو 16 مليون طن، وهذا رقم يتطلب على الأقل 20 مليون طن من المادة الأولية المستخرجة من منجم غار جبيلات.
وبالنسبة للسوق الخارجي فالمجمع الصيني المكون من ثلاث شركات مستعد لتصدير 20 مليون طن من الحديد نحو جمهورية الصين الشعبية التي تعتبر أكبر مستورد للحديد عبر العالم، مذكرا بالتعليمات الأخيرة للحكومة بشان وضع مناقصة كبرى لكل من أراد الاستثمار في غار جبيلات الذي يحوي على مخزون هائل ومن مختلف أنواع خامات الحديد.
وفي ذات السياق كشف أحمد بن عباس انه بالإمكان بلوغ 2 مليار دولار كعائدات الصادرات الحديد في المرحلة الأولى من عملية استغلال منجم الحديد بغار جبيلات، في حين أنه من المتوقع أن تصل إلى 8 مليار دولار على المدى الطويل.
ومن جهة أخرى فإن هذه الصادرات سيقابلها توقف في عملية استيراد المادة الخام من الحديد للمركبات النشطة بالجزائر.