ليس من جزائري إلا وعبّر عن افتخاره بالاحتفالية التي خصّصت للجيش الوطني الشعبي، واعترافه للمؤسسة العسكرية الجزائرية، بأنّها الأولى بالولاء، والأحق بالاعتراف، وأنّها التزمت بمبادئها العليا، وحفظت أمانة الشّهداء ووديعتهم، وظلت ثابتة لا يشغلها سوى أمن الوطن ومصالحه العليا.
وحقّ للجزائري أن يفخر بمؤسسة الجيش الوطني الشعبي، فالجيش هو سليل جيش التحرير الوطني أوّلا، وهو من تحمّل أعباء البناء والتشييد بعد الاستقلال، وهو الذي كابد أوجاع العشرية السوداء، وهو الحاضر في جميع الملمات والصّعاب، فلا تقطع الثلوج طريقا إلا وتفتحها جرافات الجيش، ولا يجتاح سيل عرم منطقة إلا ويهبّ لنجدة المصابين ومساعدة المكلومين، وهو متواجد، بسواعد جنودنا النبلاء، في الدّفاع برّا وبحرا وجوّا، مرابطا على الثغور، رافعا الراية الوطنية إلى عنان السّماء، بل إن جيشنا الوطني الشّعبي هو من يمنح الوطن النّخب الأعلى كفاءة في جميع المجالات، لا نستثني منها قطاع الرّياضة، ويكفي هنا أن نذكر بأنّ معظم الرياضيين الذين شرّفوا الألوان الوطنية، هم أصلا ممن تكوّنوا بالرّياضة العسكرية.
ولقد كانت احتفالية اليوم الوطني لجيشنا المظفر، عنوانا منيرا في ستينية الاستقلال، وبرهانا على اللّحمة بين الشعب وجيشه، وقدّمت أروع الصور عن القيم العليا التي تتمتّع بها المؤسسة، مع الاعتراف لجميع من قدّموا النّفس والنّفيس فداء للوطن وكانوا رجالَه حماتَه، فأدوا الأمانة وصانوا الوديعة، ولم يبدّلوا تبديلا، وفاء واعترافا لمليون ونصف المليون من شهدائنا الأبرار.
هنا، ينبغي أن نقولها صريحة.. مؤسسة الجيش الوطني الشعبي هي الأنموذج الأرقى الذي ينبغي أن تحذو حذوه جميع المؤسسات عمومية وخاصة، لأنّ البناء القويم يقتضي صرامة الجيش، ويقتضي صدقه ووفاءه.. ولتحيا جزائر الشهداء..