الأرقام التي عاد كوفيد ليلقي بها إلى أخبار اليوم، صارت مخيفة للغاية، ولقد بلغت في بعض الأقطار عشرات الآلاف من الحالات المسجّلة يوميا، بينما ما تزال الحال عندنا ـ بحمد الله ـ في وضع مقبول للغاية، وهذا يستدعي اليقظة الكاملة، والأخذ بأسباب الوقاية، لأنّ أي تهاون مع الفيروس، قد تكون له عواقبه الوخيمة على جميع المستويات.
ولا شكّ أن الالتزام بوصايا وزارة الصّحة، سيجنّبنا كثيرا من العنت الذي سبق وعشناه بتفاصيله، مع الحجر الكامل الذي أضرّ بكثيرين، خاصة العاملين باليومية، والتّجار من أصحاب المحلاّت، والمشتغلين في مجال الخدمات، وآخرين تعرّضوا إلى ويلات الجائحة، وحتى ذاك الذي نجا في أهله وصحّته وماله، فإنه لم يسلم من الإحساس بالضّجر تحت فروض الحجر الصحّي؛ ولهذا، ينبغي أن نتعامل مع الوضع بمنتهى الجدّية، بعيدا عن الركون إلى الدّعة والطمأنينة إلى أنّنا في منأى عمّا يصيب النّاس، فالفيروس اللّعين قدّم جميع دروسه التي ينبغي أن نكون قد استوعبناها، منذ موجته الأولى وما تبعها من تحوّرات وتحوّلات نغّصت على الناس وجودهم.
أما الخبرة التي اكتسبناها في مكافحة كوفيد، فهي ستكون مفيدة دون شكّ، خاصة وأنّنا لم نعد نجد حرجا في ردع المتهاونين صراحة، تماما مثلما تعوّدنا على المسافة الجسدية والقناع الواقي، غير أن الخبرة المكتسبة، لا يمكن أن تحول دون الخطر القائم لوحدها، فالمقتضى إنّما هو التعامل مع الواقع بصرامة تامة، وتحمّل المسؤولية كاملة من خلال الحرص على تجنّب كل ما من شأنه أن يضرّ بالآخرين، على أن لا ننسى مطلقا بأنّ كل تهاون إنّما هو إضرار بأولئك الذين تنبض قلوبنا بمحبتهم..