تزخر الجزائر بمقومات كبيرة لتنشيط السياحة في البلاد (تاريخ وآثار، طبيعة وثقافة، الخ)، وهو ما يدفع الجزائر للبحث عن استراتيجية لتنمية السياحة الداخلية ودعمها باعتبارها دعامة تنمية اقتصادية.
تعمل الجزائر على دعم السياحة وتشجيعها وبالأخص السياحة الداخلية والمحلية، التي أصبحت تستقطب الجزائريين، خاصة بعد ظهور فيروس كورونا وغلق المطارات والحدود مع معظم الدول.
وبسبب جائحة كورونا أصبحت السياحة الداخلية والمحلية تستقطب عددا هائلا من السُواح، بالأخص هذه السنة.
الأمثلة كثيرة عن حالة الاستقطاب السياحي الداخلي، في هذا الفصل من السنة، مثلما حدث ويحدث في بومرداس وجيجل، مثلا، سجلت ولاية بومرداس أكثر من 8 ملايين زائر في جويلية، وتستقطب ولاية جيجل ملايين السواح في أوت الجاري.
تعليمات بتخفيض أسعار الخدمات السياحية
أمر وزير السياحة والصناعة التقليدية، ياسين حمادي، بتخفيض أسعار الخدمات السياحية واقتراح عروض سياحية تناسب فئات المجتمع.
ودعا الوزير، في زيارة فجائية لثلاث مؤسسات فندقية عمومية ساحلية، بحر شهر جويلية، لاستغلال فضاءات وهياكل متاحة لطرح العروض الجديدة والترويج لها بقوة بالمنصات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لاسيما للجالية الجزائرية بالخارج.
وألح حمادي على ترقية مستوى الخدمات والاستعداد الجيد للمنافسة القوية بين المتعاملين السياحيين وطنيا واقليميا، وجلب أكبر عدد ممكن من السواح والمصطافين.
وشدد الوزير على أهمية توفير عوامل الراحة والاستجمام “لأن الرهان بالنسبة لهذه المؤسسات هو كسب ثقة السائح الجزائري وإقناعه بضرورة اختيار الوجهة الجزائرية”.
صفحات فيسبوكية خاصة للترويج
الترويج للسياحة الجزائرية، فكرة يتجند لها مؤثرون بمنصات التواصل الاجتماعي وناشطون في السياحة، جزائريون وأجانب، للترويج لما تزخر به البلاد من خيرات والنهوض بهذا المجال وطنيا ودوليا.
وقال المصور الأمريكي آندرو ستادر لدى زيارته للجزائر: “عرفت منذ اللحظة الأولى التي عثرت فيها على الصحراء الجزائرية أن سلسلة صور رواد الفضاء الخاصة بي من الفضاء إلى التجوال لن تكتمل بدونها”.
ونشر المصور الأمريكي صورا رائعة للصحراء الجزائرية وعلق حينها: “قضيت ما يقرب أسبوعين في استكشاف الصحراء الجميلة من مركبة على الطرق الوعرة، والتخييم تحت النجوم والمشي لمسافات طويلة في جميع أنحاء المناظر الطبيعية الشبيهة بالفضاء مع صديقي العزيز نيلز الذي جاء من هولندا لارتداء البدلة ومساعدتي”.
وعبر المصور عن مدى إعجابه بالجزائر قائلا: “الجزائر بلد جميل ولا أطيق الانتظار للعودة إليه”.
ويسهر شباب جزائري على نشر كل ما يتعلق بالسياحة والترويج لها بشتى الطرق مثل ” الدقس، الهملة، السياحة في الجزائر، خبيب”.
ومن جهة أخرى شارك 3 مؤثرين مصريين في الترويج للسياحة الجزائرية على مدار أكثر من شهر بنشر فديوهات ترويجية وتعريفية مميزة.
السياحة الداخلية.. وجهة أولى
وأكدت مالكة وكالة سياحية، نصيرة مومن، أن الوجهة الأولى للجزائري هذه الصائفة هي قبلات سياحية داخلية.
وقالت مومن إن” الولايات الغربية تصدرت السياحة الداخلية والوجهات المطلوبة، فضلا عن وجهات مفضلة جدا مثل القالة عنابة وجيجل”.
وتحدث مومن عن تراجع الطلب عن السياحة الخارجية، عدا السياحة في تركيا، التي تسجل طلبا كبيرا ، مع تراجع في الطلب للوجهة التونسية، بالرغم من فتح الحدود البرية، عكس السنوات الماضية، جراء غلاء أسعار الخدمات المقدمة.
وأرجعت المتحدثة هذا التغير إلى رغبة المواطن الجزائري في استكشاف جمال بلاده بالدرجة الأولى، بعد ظهور فيروس كورونا وغلق الحدود الجوية والبرية، إضافة إلى تأثير العامل المادي في البرمجة السياحية على المستوى الفردي والعائلي.
وأشارت مُحدثة “الشعب أونلاين” الى أن “ثمن الخدمات في الفنادق مرتفع جدا وليس في متناول الجزائري البسيط، لكنه يبقى معقولا مقارنه بالأسعار في بلدان أخرى”.
ومن بين أبرز المشاكل التي تعانيها السياحة الجزائرية، حسب مومن نصيرة، نقص الفنادق والمرافق السياحية، خاصة أن ما تملكه الجزائر غير كاف لتلبية السياحة الداخلية”.
فرصة غير مستغلة
ووصف الباحث في السياسات الاقتصادية ومستشار اقتصادي للاتحاد الوطني لرؤساء للمؤسسات، الدكتور عبد المجيد سجال، السياحة في الجزائر بـ”الفرصة الاقتصادية غير المستغلة”.
ويرى الدكتور سجال أن الجزائر تزخر بمقومات طبيعية مميزة. لكن طيلة عقود من الزمن، لم تستثمر الدولة في المقومات الطبيعية للجزائر والمرافق والمنشآت السياحية والطرق والسكك الحديدية وغيرها.
غياب الثقافة السياحية لدى المواطن الجزائري، يبقى من بين أبرز مشاكل السياحة في البلاد مثلما يقول محدثنا،، الذي يضيف في هذا الخصوص: “للأسف المواطن الجزائري لازال يربط السياحة بالمظاهر السلبية الأخلاقية التي تحدث بدول أخرى وهذا خطأ كبير”.
وشدد المتحدث على أهمية أن ترتقي معاملة المواطن الجزائري بالسائح الأجنبي من خلال إكرامه وتقديم خدمات لائقة، من المطار الى الوجهة السياحية المرجوة.
واقترح الدكتور سجال “إدراج مادة التربية الاقتصادية والمواطنة في المناهج التعليمية في الأطوار التعليمية الثلاث لتربية مواطن يفقه في الاقتصاد ومعنى السياحة وكيفية التعامل مع المواطن الأجنبي”.
وأكد سجال أن الجزائر ضيعت فرصة بديلة طيلة سنوات مقارنة مع بلدان مجاورة لا تملك ما تزخر به البلاد، والإصلاح يتطلب إرادة سياسية مرفوقة بإرادة شعبية، خاصة وأن الجزائر قادرة على استقطاب أعداد هائلة من السواح من الجهات الاربع في العالم.