من بدائع اللطائف التي أصبحت متواترة بشواطئ الجزائر، أن القيّمين على مواقف السيارات صاروا يضعون تذاكر الدخول على الزجاج الأمامي لسيارات زبائنهم، ثم يعودون ليسحبوها منهم بمجرد ركن السيارة، وإذا حدث وطالب أحدهم بتذكرته، فإنهم يختلقون له ألف حجة كي يردها مرغما، على أساس أن القيم على الموقف، يحاسب «الولاية»، أو الجهة المسؤولة عن الموقف بالتذكرة!!.
وواضح أن حيلة «المحاسبة بالتذكرة» لا تنطلي حتى على دودة الأرض، فالناس جميعا يعرفون أن القيم يتحصل على دفتر تذاكر مرقمة، وكل تذكرة تقطع، تحتفظ بنصف منها، يحمل رقمها، فتكون تذكرة الزبون دليلا على أداء حقوق الدخول إلى الموقف، بينما يكون نصفها الآخر دليلا على بيعها، ويدخل تلقائيا في جانب الحسابات، لكن القيمين على المواقف لهم رأي آخر، يطبقونه على الجميع دون استثناء، وهم يحرصون على تطبيق رأيهم، ولا يتورعون عن (الانفجار) في وجه أي زبون يسائل، أو يطالب بحقه في الحصول على تذكرة يرغب في الاحتفاظ بها، ولو على سبيل الذكرى..
ولسنا ندعي على قيمي المواقف بأي شيء، فالتّخريجات كثيرة، والافتراضات متعددة، ولكنّنا نرى ضرورة التنبيه إلى هذه اللطيفة، حتى يجد لها المسؤولون المباشرون على المواقف ما ينبغي من حلول، ويجنبوا الناس الخوض في مساءلات واتهامات لا ترجى منها فائدة، عوض الاستمتاع بعطلتهم، بل يجنّبوهم عناء (التفجيرات) الكلامية، والتهديدات المتشنجة أمام خاصة عائلاتهم، دون ذنب ارتكبوه، ولا جناية سعوا إليها.
على كل حال، لا نرى حاجة في تفسير هذه اللّطيفة، تماما مثلما لا نرغب في تحمل أعباء تفسيرها، ولكنّنا مع هذا ندعو المسؤولين إلى التحري في الموضوع، من أجل حماية المصطافين، ليس أكثر..