تباينت آراء ومواقف أولياء التلاميذ حول مسألة إدراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي بداية من الموسم الدراسي القادم، بين من يرى بأنها أفضل السبل لتحسين مستوى التلاميذ في المرحلتين المتوسطة والثانوية، لكن في المقابل يتخوف بعضٌ من عدم قدرة التلاميذ في السنة الثالثة ابتدائي على التحصيل الجيد بسبب الضغط الكبير وكثافة البرنامج الدراسي وكثرة المواد واللغات المدرَّسة.
أبدى الكثير من الأولياء اهتماما كبيرا بتدريس أبنائهم اللغة الإنجليزية وجعلها مادة أساسية وثاني لغة أجنبية إلى جانب الفرنسية في الطور الابتدائي، الذي يعد مرحلة تعليمية قاعدية تمكن التلميذ من التحضير الجيد للأطوار التعليمية الأخرى، مبرزين أهمية هذه التجربة الجديدة لرفع مستوى الطلبة في الانجليزية، باعتبارها أكثر من أداة للتواصل، بل تعد لغة علم ومعرفة وبحوث وبرمجة وأصبحت حتمية لا مفر منها.
ويرى أولياء التلاميذ الذين اضطروا لدفع مبالغ كبيرة لمدارس خاصة من أجل تعليم أبنائهم اللغة الإنجليزية، أن قرار إدراجها في الطور الابتدائي يمثل مكسبا هاما بالنسبة لهم وسيسمح بتعلم أطفالهم اللغة في المؤسسات التربوية العمومية، وبالتالي توفير الأموال التي ينفقونها سنويا على المدارس الخاصة، لاسيما وأن الأطفال في هذه المرحلة يتميزون بمقدرة على الحفظ الجيد وانطباع المعلومات التي ترسخ في أذهانهم بسهولة أين يكون الطفل مهيأً لتعلم أي لغة.
وأجمع أولياء، على أن إيجابيات تعلم اللغة الانجليزية في مرحلة التعليم الابتدائي كثيرة ومتعددة، من بينها الاعتماد الكلي لغالبية دول العالم في تواصلها على هذه اللغة التي تحتل مكانة ريادية، لما تتيحه من فرص في مجال التواصل بين الشعوب وكذا المجال الاقتصادي والاجتماعي، زيادة على التطور التكنولوجي والتفتح على الأنترنت الذي يفرض استعمال اللغة الإنجليزية، كذلك الألعاب وطرق التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات التي تعتمد أيضا على هذه اللغة، حيث اعتبروها بوابة نحو العالمية.
من جهة أخرى، عبر بعض الأولياء عن تخوفهم من ضغط المواد وكثافة البرنامج الدراسي في الطور الابتدائي وعدم قدرة التلاميذ على التركيز والتوفيق بين اللغتين الإنجليزية والفرنسية في نفس الوقت، بالإضافة إلى بقية المواد، ما يشكل، على حد تعبيرهم، عبئا إضافيا على التلميذ في هذه المرحلة التعلمية الحساسة، ويؤثر ذلك سلبا على قدراته في استيعاب الكم الهائل من المعلومات، خاصة وأن اللغة الإنجليزية جديدة بالنسبة للجزائريين الذين لم يتعودوا على استعمالها في حياتهم اليومية مقارنة باللغة الفرنسية.
في هذا الإطار، قال أحد أولياء التلاميذ أمين طوبال، إن إدراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي أمر إيجابي، ولكن يقتضي تهيئة جميع الظروف المناسبة لخوض هذه التجربة الجديدة، من حيث تكوين المدرسين وتأهليهم من قبل مختصين في اللغة من أجل الاعتماد على منهجية بسيطة تسهل على التلميذ عملية الفهم واستخدام تراکيب لغوية وتحسين قدراته في الکتابة والنطق السليم للغة.
وأضاف الولي، أن التلميذ في المرحلة الابتدائية يواجه صعوبات تقف عائقا بينه وبين التحصيل الجيد وتحقيق نتائج حسنة، نظرا لكثافة البرنامج الدراسي وكثرة اللغات التي تدرس في الطور الابتدائي، موضحا أن البرنامج البيداغوجي من المفروض أن يكون مدروسا بعناية كبيرة ليتناسب مع سن التلميذ، بالإضافة إلى أنه كان من المستحسن ترك المجال للأولياء للاختيار بين الإنجليزية والفرنسية أو حذف مادة الفرنسية واستبدالها بالإنجليزية لتفادي العبء الكبير على التلميذ.
ولضمان نجاح إدراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، عملت الهيئات المعنية جاهدة على اتخاذ إجراءات خاصة وتحضيرات مادية وبشرية مكثفة، من خلال تكوين الأساتذة وإعداد كتب مدرسية باللغة الإنجليزية، فضلا عن توفير المناهج التعليمية لسير هذه المادة الجديدة بوصفها مادة تدريسية أساسية ينطبق عليها ما ينطبق على المواد الدراسية الأخرى. وبحسب بعض المعلومات، فإنه تقرر تكوين أساتذة اللغة الانجليزية في الابتدائي من طرف مفتشي المتوسط والثانوي وسيعاد النظر في التقطيع الجغرافي للمادة في هاتين المرحلتين، لإدخال المدارس الابتدائية ضمن المقاطعات التفتيشية الجديدة كحل مؤقت للموسم الدراسي 2023/2022، وسيتم تنظيم مسابقة مهنية للترقية للرتبة الجديدة مفتش تعليم ابتدائي لغة انجليزية.