أحسنت وزارة التربية الوطنية بنشر مدوّنة للأدوات المدرسية، على موقعها الرّسمي، وحقّقت للأولياء نوعا من الرّاحة للحصول على حاجيات أبنائهم قبل موعد الدخول المدرسي، مع ما حقّقته لصالح التلاميذ، فالمدوّنة المعتمدة، أخذت بعين الاعتبار البعدين، البيداغوجي والاجتماعي، ولم تغفل البعد الصّحي، رغبة في إعفاء التلاميذ من مضارّ المحافظ الثقيلة التي طالما عانوا من أوزارها، حتى إنّ ظهور كثيرين صارت عرضة للاعوجاج، فاضطروا إلى المحافظ الحقائب من ذوات العجلات..
ولقد سبق أن أعلنت وزارة التربية عن كتاب رقمي، يمكن أن يعوّض الكتاب الورقي، ويخفّف من المحافظ، وهذه فكرة طيّبة هي الأخرى، وإن كنّا اقترحنا «رقمنة حقيقية» للكتاب، أي أن تمنحه ما يكون تفاعليا من ألوان وأصوات تساعد على التلقّي، وليس مجرّد تحويل إلى ملف PDF، وإن كنّا نعلم أنّ هذا يتطلّب جهدا كبيرا، هو في كلّ حالاته، لا يعلو – بطبيعة الحال – على مقصد الوزارة السّامي، ولكنّه يحتاج إلى شيء من العمق في النّظر، بحكم أنّ واسطة القراءة قد تكون باهظة الثّمن، وتثقل كاهل الأولياء بمصاريف هي، في الغالب، أعلى من قدراتهم.
وفي كل حال، فإنّ جهود وزارة التربية الوطنية، تستحق كل الإكبار، خاصة وأنّ إطاراتها يشتغلون على تحضير الدّخول المدرسي المقبل، في وقت ركن الأولياء والتلاميذ جميعا إلى الراحة، والاستمتاع بالعطلة، ونرى أنّ أبسط حقوق المرابطين في مواقع عملهم، الاعتراف لهم بفضلهم، والإقرار بأنّهم يبذلون جهودهم من أجل تيسير أهمّ حدث في العام، وتوفير ما يجعل الدّراسة عامل فرح، والتّعليم سبب متعة..هذا فضل كبير ينبغي الاعتراف به، فحقّ المحسن أن يسمع كلمة «أحسنت»..