على قدر الكارثة، كانت الهبة، وعلى قدر الثقة كانت مجهودات فواعل المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وطنية، استرخصت كل ثمين من اجل الوطن.
صنعت الحرائق صورا جبارة للتضامن بين الجزائريين. وتأكد معدن الجزائري، الذي تحول إلى إطفائي ورجل غابة وممرض .
المجتمع المدني، الجمعيات والمنظمات، كانت حاضرة منذ الحرائق الأولى، لتجسد في الميدان كل ما عاهدت به الوطن والمواطن وتجسد شعارات طالما رددتها في قاعات المؤتمرات ميدانيا .
شباب في الصفوف الأمامية
أعرب رئيس المنظمة الوطنية للشباب من اجل الجزائر، مصطفى حبيش، نيابة عن كل أعضائها عن حسرتهم على ما طال الإخوة في الوطن بالولايات المتضررة من الحرائق. وأكد أن القيادة الوطنية للمنظمة، سارعت منذ اللحظات الأولى لنشوب الحرائق، إلى إسداء تعليمة مستعجلة من اجل انخراط المكاتب البلدية والولائية خاصة في الولايات الشرقية تلبية لنداء الإغاثة لبني الوطن. حيث تواجد شباب المنظمة في الصفوف الأمامية إلى جانب السلطات المحلية المدنية والعسكرية وهو ما حصل بولاية الطارف .
وأعدت المكاتب الولائية للمنظمة، بكل من الطارف، قالمة، عنابة وسكيكدة وسوق أهراس حملة جمع مساعدات مختلفة، إضافة إلى برمجة زيارات ميدانية لعائلات الضحايا للتخفيف من معاناتهم والاستجابة لاحتياجاتهم من مواد غذائية، وألبسة وأفرشة وحفاظات. إلى جانب التوجه إلى المستشفيات للاطمئنان على صحة المتضررين من الحرائق، والتكفل بالجانب النفسي.
وكثفت المنظمة من خرجاتها الميدانية، من أجل التحسيس والتوعية من اجل التصدي لحرائق الغابات، خاصة وأن الفعل الإجرامي ليس مستبعدا في التسبب في الحرائق التي عرفتها العديد من ولاياتنا في هذه الصائفة.
تحسيس وتوعية
من جهته، وصف رئيس المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة، الحرائق التي عرفتها العديد من ولايات الوطن، خاصة الشرقية، ابتلاء وامتحانا وجب تخطيه بالتآزر والتكثيف من حملات التضامن للتخفيف من وقع الكارثة التي ألمت بوطننا.
كما كشف عن تكوين خلية أزمة على المستوى الوطني وتجنيد على مستوى المكاتب الولائية على مستوى ولايتي الطارف وسوق أهراس، من اجل التوعية والتحسيس ومساعدة الإخوة من أعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش الوطني الشعبي ممن كانوا دوما في الصفوف الأولى في مواجهة الخطر.
كما قام المكتب الوطني لذات المنظمة بعمليات التحسيس والتوعية شملت كيفية التصدي للإغماءات الناجمة عن الاختناقات بسبب استنشاق دخان الحرائق وكيفية القيام بالإسعافات الأولى للحروق.
كما باشر أعضاء المنظمة الاتصال بالأطباء النفسانيين وأهل الإحسان من المواطنين وكذا المتعاملين الاقتصاديين الخواص من اجل المساهمة في جمع التبرعات، لإرسال المساعدات والإمدادات للتخفيف من حجم الكارثة.