يدعو الخبير والباحث الدولي في السلامة المرورية، أمحمد كواش، إلى ضرورة “وضع عينات لحوادث مرور تحت المجهر للتحقيق فيها ومعرفة الأسباب الحقيقية لتزايد الحوادث المرورية خاصة في الفترة الأخيرة”.
يصف كواش، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، ارتفاع عدد الوفيات في حوادث المرور في الجزائر بـ”المخيف”، داعيا إلى ضرورة التجند الجماعي لمجابهة هذه الظاهرة التي تفتك بأسر كاملة، دفعة واحدة، ولم تعد تقتصر على فرد أو اثنين.
ويلفت الخبير إلى أن جل الحوادث المميتة تقع في أغلب النقاط السوداء الموزعة على عديد الطرق الوطنية، ويتابع: “هو واقع يجعلنا نعود إلى بعض الأسباب المتعلقة بالنقاط السوداء التي أصبحت مصيدة للسائق الجزائري وتؤدي إلى إبادة أسر خاصة في الآونة الأخيرة”.
ومن أبرز هذه النقاط السوداء، التي سجلت فيها حوادث مرور خطيرة وصلت في البعض الى “الإبادة الجماعية” -حسب محدثنا- هناك منحدر جباحية، منحدر الأبعطاش ومنحدر خميس مليانة، وهي أماكن خطيرة تتكرر فيها حوادث المرور كثيرا”.
ويواصل المتحدث شرح ما يريد قوله: “نعرف 4 ذروات لحوادث المرور وهي ذروة الدخول الاجتماعي، ذروة التقلبات الجوية، ذروة رمضان، وذروة فصل الصيف، المرتبطة أساسا بزيادة النشاط الاقتصادي والاجتماعي ما يجعل المواطنين يتنقلون ليل ونهار”.
وفي حديثه عن أسباب حوادث المرور، يقول كواش: “توجد أسباب مرتبطة بالسائق الذي يكون في أغلب الأحياء مرهقا ومتعبا، وأخرى لها علاقة مباشرة بمركبات لم تخضع للصيانة والرقابة، زيادة على وضع الطرق السيء جراء التقلبات الجوية”.
ومن المسببات الثانوية، التي تساهم في تزايد حوادث المرور صيفا، “ارتفاع درجة الحرارة، حيث تؤثر على السائق تدريجيا إلى أن يتعب، خاصة إذا كانت السيارة مغلقة، دون نسيان تأثير الحرارة على المركبة إذ تساهم في انفجار العجلات، وفي بعض مشاكل تقنية وميكانيكية بفعل بعض التفاعلات الكيميائية.
ويشير المتحدث إلى أن مسؤولية الحوادث المرورية جماعية ولا تتحملها جهة دون أخرى، تبدأ من السائق الذي يجب عليه “احترام قوانين المرور وصيانة المركبة بشكل دوري ويقلل سرعة السياقة حسب الظروف المناخية”.
وأضاف كواش: “من ناحية السلطات، ينبغي عليها تعبيد الطرق والعمل برخصة سياقة بالتنقيط، كأنجع أسلوب ردعي في العالم، لأنه بيداغوجي وتربوي والسائق يفكر بدل المرة ألف قبل أن يقدم على أي مخالفة مرورية”.
ومن أجل التقليل من هذه الظاهرة المميتة، يرى الخبير أن “الاستثمار في العامل البشري ضرورة قصوى، خصوصا إذا فكرنا في جيل يهتم بتطبيق القانون، التطبيق الصارم للقانون مهما كانت الظروف، إضافة إلى إعادة النظر في ظروف تكوين السائقين”.