ليس من ينكر على شبابيك الدفع الإلكتروني ما تقدم من خدمات جليلة لمستعملي البطاقات البريدية والبنكية، وهؤلاء بدأت أعدادهم تتزايد، مع استقرار عامل «الثقة في الآلة»، وتلاشي ذلك التّوجس من ضياع (المصروف) بخطإ تقني ما..
نعلم جميعا، أن شبابيك الدفع متاحة طوال أيام الأسبوع، ليلا ونهارا، وهذا ما تؤكده اللافتات الإشهارية التي تركّز على ميزة العمل دون توقّف، وهذا ما ينبغي أن تكون عليه الحال، اللهمّ إلا إذا حدث عطل في الآلة، أو انقطاع للشبكة، وهو أمر مقبول جدّا، لأن المفترض منه أن يحدث في أوقات متباينة، وليس وفق برنامج معدّ سلفا، غير أن مستعملي البطاقات، اكتشفوا مع الوقت أنّ «التعطّلات» إياها تكاد تحدث في مواقيت بعينها، بل إنّها تعوّدت على (التوقّف مؤقتا!!) طوال أيام العطلة الأسبوعية، ما يعني أنها تتوقف نهائيا عن الاشتغال بداية من ليلة الخميس، إلى غاية منتصف نهار يوم الأحد، ولا تقابل زبائنها إلا بعبارة (مؤقتا) التي تدوم قرابة نصف أسبوع كامل..
ما لا نعلمه الآن، هو السبب الذي جعل المؤسسات البنكية تصرف على إعلانات ضخمة، تؤكد فيها أن شبابيكها تشتغل طوال الأيام الأسبوع، وكان في إمكانها الاستغناء عن المصاريف الزائدة غير المجدية، خاصة وأن اللافتات الإشهارية، صارت تبدو مضحكة للغاية، وهي ثابتة بألوانها الزاهية أمام إعلان الـ(مؤقتا) الذي لا وقت لنهايته.
ثم إننا يجب أن نتساءل بصراحة.. ما الجدوى من شبابيك لا تشتغل إلا وقت اشتغال المؤسسات البنكية؟! وأيّ فائدة يجنيها منها الزّبائن إن كانوا لا يجدونها وقت الحاجة الملحّة؟! طبعا.. هذه الأسئلة مؤقتة، في انتظار الوفاء بوعود اللافتات الإشهارية..