دعا الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء، الأطراف السياسية في العراق إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والهدوء في أعقاب اقتحام مؤسسات حكومية من قبل محتجين عقب اعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس الاثنين، قرار اعتزاله العمل السياسي.
ذكر الاتحاد – في بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي عبر موقعها الإلكتروني – أنه “يدعو جميع الجهات الفاعلة لتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى مزيد من العنف، ونكرر التأكيد على وجوب احترام جميع القوانين والحفاظ على نزاهة المؤسسات”.
وأضاف البيان أنه “يتوجب أيضا على جميع الأطراف العمل على تهدئة التوترات والانخراط في حوار سياسي ضمن الإطار الدستوري، باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات”، مجددا “دعمه الثابت لأمن العراق واستقراره وسيادته”.
وشهد الموقف السياسي في العراق مزيدا من التأزم أمس على خلفية إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائيا، وهو ما دفع بأنصاره إلى الزحف نحو”المنطقة الخضراء” ببغداد التي تضم الهيئات الدبلوماسية والمقار الحكومية والسفارات، واقتحموا القصر الجمهوري، الأمر الذي دفع بالسلطات العراقية إلى فرض حظر التجول الشامل في أنحاء البلاد، إلا أن ذلك لم يحل دون حدوث اشتباكات أسفرت عن مقتل 30 شخصا وإصابة ازيد من 700 آخرين بجروح، حسب مصادر أمنية.
ويعاني العراق منذ أواخر العام الماضي أزمة سياسية في ظل تعثر انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة وذلك على الرغم من مضي أكثر من 10 أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية.
وزادت حدة التوتر أواخر شهر يوليو الماضي بعد رفض التيار الصدري ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبته بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة مقابل تمسك قوى سياسية أخرى باستكمال العملية السياسية المنبثقة عن الانتخابات التشريعية التي جرت في 10 أكتوبر 2021.