أبدت المجاهدة البطلة جميلة بوباشا سعادتها بحضور نشاط ثقافي أقيم على شرفها في ولاية سطيف، وقالت في حوار مع “الشعب” إنها سعيدة بوجود شعراء وأدباء شباب في الجزائر حذوا حذو الرسام العالمي بابلو بيكاسو ورسموا جميلات الجزائر بريشاتهم وخيالهم الشعري.
حوار: جمال الدين الواحدي
الشعب: ما شعورك اليوم وأنت محاطة بشعراء هبوا من كل حدب وصوب للتغني ببطولتك وبطولات جميلات الجزائر؟
جميلة بوباشا: أشعر بسعادة غامرة أعجز عن وصفها والتعبير عنها، سعيدة بشباب وطني وشعرائه الذين اختاروا هذا الموضوع وبكل الشعراء العرب الحاضرين، وأشكرهم لأنهم رأوا فينا رموزا تستحق التكريم والاحتفاء.
شباب وطني مازالوا متعلقين بثورة أجدادهم ومازالت مبعث فخر بالنسبة لهم
لقد حظيت من قبل باحتفاء فنانين وأدباء وكتّاب بي وبجميلات الجزائر ممن تعاطفوا معنا أيام الثورة مثل بابلو بيكاسو وسيمون دي بوفوار وسليمان العيسى وغيرهم.
لكن هذه المبادرة بالذات من شباب وطني، وفي هذا الوقت بالذات أسعدتني كثيرا فهي تؤكد لي أن شباب وطني مازالوا متعلقين بثورة أجدادهم ومازالت مبعث فخر بالنسبة لهم، لقد فرحوا بي كثيرا وغمروني بالمحبة، وهذا يشعرني بسعادة لا توصف.
بماذا تذكرك هذه القصائد التي تغنت بها قرائح الشعراء؟
أهداني منذ قليل شاعر مجموعة شعرية تحمل عنوان “الإلياذة الصغرى” التي ذكرتي بإلياذة مفدي زكريا، كما أهداني كل الشعراء الحاضرين قصائد شعرية من إبداعهم، وقالوا إنها ستصدر في ديوان شعري للتغني بجميلات الجزائر.
كل نساء الجزائر جميلات ومجاهدات ولا أستثني منهن واحدة
سعيدة لأن شعراء وطني الحبيب حذوا حذو بابلو بيكاسو وتفننوا بريشاتهم في التغني برموز الجزائر وجميلاتها، وسعيدة بتمسكهم بثورتهم، وأقول أن كل نساء الجزائر جميلات ومجاهدات ولا أستثني منهن واحدة.
كل رفيقات النضال جميلات بما فيهن نساء القرى والمداشر اللواتي استشهدن وضحين في أعماق الجزائر وبذلن النفس والنفيس ولم تتناول وسائل الإعلام العالمية قضاياهن، كما تناولت قضيتنا، لذلك لا يجب أن ننساهن ويجب أن نذكّر الجيل الجديد بنضالاتهن.
الحمد لله أرى أن شبابنا ومثقفينا واعون ومطلعون على تاريخهم وتاريخ ثورتهم. لقد أعادوني إلى أزهى أيام شبابي الذي بذلته في سبيل وطننا الحبيب وهذا ما كنت أتمناه، وهو أن أرى شباب وطني مليئين بالوطنية والحيوية والنشاط.
ما هي رسالتك إلى الأجيال الجديدة وشباب الجزائر؟
أوصيهم بالحفاظ على أمانة أجدادهم وبذل طاقتهم ونشاطهم في ثورة اليوم، ألا وهي ثورة البناء والتشييد، وتحقيق ما كنا نحلم به نحن جيل الثورة، وأوصيهم بالتلاحم والتآخي وشد بعضهم البعض كالبنيان المرصوص والتصدي لمحاولات التفرقة والتشتيت.
أمنيتي أن أرى أبناء وطني متلاحمين ومتماسكين دائما ومستعدة للتضحية من جديد بنفسي لأجل أن أرى الجزائر متلاحمة وقوية بلحمة أبنائها، أنا وكل رفاقي ضحينا لأجل نيل الاستقلال وكان ذلك واجبنا، أما أنتم فواجبكم هو الحفاظ على الجزائر وبذل كل شيء لأجلها، أوصيكم بالجزائر خيرا فهي أمنا وأمكم التي لن تجدوا بديلا عنها، الجزائر تستحق كل التضحية والتقدير والجهاد والاجتهاد، وأنا واثقة في الأجيال الجديدة ما دام فيها الأوفياء لرسالتنا.