يناقش أساتذة ومختصون بجامعة الجزائر 2، خصوصيات التصوف بالجزائر، في ملتقى وطني حول “التصوف في الجزائر.. من التأسيس إلى المؤسسة” يومي 16 و17 نوفمبر المقبل.
تحتضن كلية العلوم الاجتماعية، بجامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، ملتقى افتراضيا وحضوريا حول التصوف في الجزائر، على اعتبار أن التصوف ظاهرة اجتماعية لها الكثير من الخصائص جعلت منها موضوعا للدراسات والأحداث العابرة للتخصصات والحقوق العلمية.
وجاء في ديباجة الملتقى، أن “دراسة التصوف في الجزائر، تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لعلم الاجتماع والانثربولوجيا، وبالنسبة للدراسات التاريخية، ليس فقط لأن ظاهرة التصوف ارتبطت اجتماعيا بظهور الطرق الصوفية والزوايا كمؤسسات اجتماعية مؤطرة للمجتمعات المحلية من خلال دورها التربوي والإيديولوجي، أو من خلال دورها التحكيمي الذي تجاوز الصراعات القبلية مما جعلها مؤهلة لتأدية الدور السياسي الأساسي”.
ويطرح الملتقى إشكالية حول خصوصيات ظاهرة التصوف في الجزائر وفقا لسيرورة التأسيس الممنهج كإطار للممارسة الدينية من خلال الشعائر الدينية باعتبارها أساسا للتجربة الروحية، ضمن الحدود المجالية للمقدس بترسيخ الزاوية كفضاء وسيط بين الفرد والمجتمع.
ويناقش المتدخلون في الملتقى أيضا آفاق التجربة الصوفية على اعتبارها تجربة روحية إنسانية كمرجعية لأخلاقيات التسامح وكطرف من أطراف حوار الأديان ضمن مقتضيات عصر العولمة وفلسفات ما بعد الحداثة.
يسلط الملتقى الضوء على تاريخ التصوف في المغرب الإسلامي على العموم، وفي المغرب الأوسط “الجزائر” على وجه الخصوص، إضافة إلى معرفة ارتباط تأسيس التصوف في الجزائر وانتقاله من الشيخ والزاوية إلى العمل المؤسسي المنظم المسهم في تطوير المجتمع في مختلف الجوانب ضمن صيغة دينية.
ويسعى المشاركون في الملتقى أيضا، إلى تحديد المجال في إطار الزاوية لغرض ربط الممارسة بالمقدس والمجال. وإضافة مادة علمية معرفية في هذا الموضوع، خاصة من جانبه الابستيمولوجي، وتمكين طلبة الدكتوراه من الإسهام في النشاطات العلمية الأكاديمية والمشاركة في تنظيمها لاكتساب التجربة والخبرة.
ويرتكز الملتقى على محاور عديدة، منها تطور الخريطة المذهبية والعقدية في المغرب الأوسط، نشأة التصوف في الجزائر والمراحل التي مر بها، أعلام التصوف في الجزائر ومعالمهم الفكرية، الطرق الصوفية في الجزائر، إضافة إلى راهنية التصوف بين تحديات الواقع السياسي وآفاق انفتاح التجربة الصوفية على حوار الأديان في عصر العولمة.