انطلقت لقاءات رسمية جمعت ستافان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص الى الصحراء الغربية بأعضاء من البرلمان والمجلس الاستشاري الصحراويين صبيحة اليوم بمقر وزارة الخارجية الصحراوية.
استهل دي ميستورا أجندة اليوم الثاني من زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين بزيارة لمقر وزارة المياه والبيئة الصحراوية كأنموذج للمؤسسات الوطنية الصحراوية، ليُستقبل بعدها من طرف أعضاء البرلمان و المجلس الاستشاري الصحراويين.
وعن مضمون اللقاء، أشار الشيخ المهدي، عضو البرلمان الصحراوي، أن زيارة دي ميستورا ليست أول زيارة لمبعوث أممي للصحراء الغربية للإطلاع على أوضاع الصحراويين في المخيمات.
وقال إن قضية الشعب الصحراوي “واضحة وضوح الشمس”، وأن الشعب الصحراوي شعب راقٍ يفهم المنطق ولغة الحوار يتفق مع شعوب العالم والمنظمات الدولية والأممية في إطار تحقيق السلام على كامل تراب الجمهورية الصحراوية.
وقال الشيخ المهدي إن أعضاء مجلس النواب والمجلس الاستشاري أبلغوا دي ميستورا مجموعة من الرسائل للمرة الثانية، وهي رسائل أكدت في فحواها أن الشعب الصحراوي انصاع للمنظمات الدولية وتجاوب معها بايجابية وهو ما يثبت بأنه “شعب محب للسلام ولكنه في نفس الوقت مقاوم شرس”.
وقال عضو البرلمان الصحراوي إن المعركة السياسية قد حققت انتصارات رائعة، غير أن لغة السلاح تبقى اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو، مضيفاً أن أعضاء المجلسين جدّدوا للمبعوث الأممي مطلبهم في الاستقلال التام على كامل تراب الصحراء الغربية، وأن شعارهم دائما “كل الوطن أو الشهادة”.
أكد المغفري أحمد ابراهيم، رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي، أن اللقاء الذي جمع أعضاء المجلس بالمبعوث الأممي الخاص، كان فرصة لتذكيره بأن مهام المبعوثين السابقين باءت كلها بالفشل، لعدم إدراكهم لحقيقة تلاعب المغرب وعدم احترامه للقرارات الأممية، وأن 30 سنة من الانتظار دون نتائج تذكر واعتبار الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا، هي أسباب كافية لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره من خلال استفتاء حر و عادل و نزيه مثلما نصت عليه الاتفاقية الموقعة سنة 1991 غداة الاعلان عن وقف إطلاق النار.
ودعا مجلس الأمن والأمم المتحدة الى التحلي بالشجاعة في قراراتهم من أجل التوصل الى حل نهائي لقضية الصحراء الغربية بعد 47 سنة من معاناة الشعب الصحراوي سواء في اللجوء أو في المدن المحتلة.
خطري أدوه: المغرب نظام متمرد على الشرعية الدولية
واستقبل خطري أدوه، مسؤول أمانة التنظيم السياسي بجبهة البوليساريو ورئيس الوفد الصحراوي المفاوض، ستافان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص الى الصحراء الغربية.
وكشف خطري أدوه عقب اللقاء، أن زيارة دي ميستورا للمنطقة تأتي في إطار تعميق اللقاءات والمحادثات مع الطرفين المغرب وجبهة البوليساريو، ومع البلدان المراقبة الجزائر وموريتانيا، وقد تنتقل المحادثات -يضيف المتحدث- الى أطراف أخرى، في إشارة الى فرنسا ودول أخرى قد تساعد المبعوث الأممي في البحث عن مخرج ودفع جديد للعملية السياسية المتعلقة بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.
وأكد رئيس الوفد المفاوض أن القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار، وأن وجود المغرب في الصحراء الغربية هو وجود احتلال، وأن كل المساعي الدولية والمحادثات التي تم القيام بها في السابق وتجاوب الطرف الصحراوي معها لم تصل بنا الى نهاية المسار في تصفية الاستعمار، نتيحة تعنت المغرب ونظامه المتمرد على الشرعية الدولية.
وأشار الى أن العالم دخل في وضع دولي جديد و المغرب لا يزال يعيش في الماضي ويحاول فرض سياسة الأمر الواقع، مؤكدا أن كل هذه الاعتبارات ستؤخذ بعين الاعتبار في مداولات مجلس الأمن في أكتوبر القادم.
وأكد المتحدث أن آفاق الكفاح واسعة ورحبة، وأن الشعب الصحراوي مستمر في كفاحه على مختلف الجبهات، وهذا الكفاح -يواصل القول- هو مصدر ثقة هذا الشعب في أن النصر قريب لأنه شعب مؤمن بعدالة قضيته ومستعد للتضحية من أجلها.
ودعا خطري أدوه المجتمع الدولي والأمم المتحدة الى الأخذ بعين الاعتبار كل هذه المعطيات من أجل مراجعة طريقة التعامل مع القضية الصحراوية و التوجه الى فرض الشرعية الدولية وإجبار المارقين على هذه الشرعية العودة الى جادة الصواب، مؤكدا أن “المغرب أعطي له ما يفوق الكافي من الحرية في التمادي، وعلى المغرب أن ينزل من برجه العاجي والقبول بممارسة الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير باعتباره المخرج الاجباري الوحيد للوصول الى تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية كآخر مستعمرة في افريقيا”.