يعرف معرض الدخول المدرسي بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، بعد مرور أكثر من أسبوع عن افتتاحه إقبالا متوسطا للزوار من أجل اقتناء الأدوات والكتب المدرسية خلال أيام الأسبوع، فيما يسجل حضورا قويا في عطل نهاية الأسبوع ، سواء على مستوى المدارس أو المكتبات الخاصة.
يضم معرض الأدوات المدرسية المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري حوالي 30 عارضا موزعين على مساحة تقارب 1000 متر بجناح الأهقار، بينهم الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، دور نشر، منتجي الأدوات المدرسية باختلاف أنواعها، واستقطبت التخفيضات في أسعار الكراريس الأولياء في طوابير طويلة.
طوابير على البيع بالتخفيض
خلال زيارة «الشعب» لمعرض الأدوات المدرسية، استوقفتنا الطوابير الموجودة أمام أحد منتجي الأدوات المدرسية الذي علق لافتات بأسعار التخفيضات المعتمدة في الكراريس وصلت إلى 20 بالمائة مقارنة مع المعروضة في المكتبات ومحلات التجزئة، حيث لاقت العملية استحسان الزبائن ،خاصة وأن المنتجات المعروضة من العلامات المحلية المعروفة المتميزة بالجودة والنوعية.
شاركنا الأولياء طوابير طويلة للحصول على الطلب وكان الإقبال يزداد على الجناح نظرا للأسعار المغرية لأوياء لديهم أكثر من طفل متمدرس، حيث اقتنت العائلات الكراريس بأشكال وأحجام مختلفة، ولعل ما سهل العملية قائمة الأدوات المدرسية مع كشف نقاط التلميذ، وهذا خلافا للسنوات الماضية، كان ينتظر فيها الولي الدخول المدرسي للحصول على القائمة.
بينما ننتظر دورنا استوقفنا انبهار الأولياء بالأسعار خاصة الكراريس التي عرضت بأثمان معقولة ومناسبة، حيث اعتمد بعض المنتجين طريقة البيع بالمجموعة لاستقطاب الأولياء، في حين لم تختلف أسعار الأدوات المدرسية الأخرى كثيرا، عن المكتبات خارج المعرض، حيث أن الفارق لم يتجاوز 10 دنانير، لكن المميز في هذه الطبعة ان المنتوج المحلي كان حاضرا بقوة إلى جانب منتجات الصين وغيرها.
في المقابل لاحظنا وفرة في الأدوات المدرسية كما ونوعا في بعض الأجنحة التي لاقت إقبال الزوار من مختلف الولايات لان المعرض تزامن مع العطلة، حيث تفقدت العائلات مختلف الأجنحة من اجل التزود بالمنتجات المدرسية والألبسة « مآزر والمحافظ ، أحذية رياضية « بمناسبة الدخول المدرسي الذي تفصلنا عنه أيام قليلة .
البيع بالمجموعة قبلة العائلات
خلال زيارتنا استوقفنا جناح لبيع الكراريس بالمجموعة وبالتخفيض لزيادة حجم المبيعات وسهولة حساب المجموع ،في حين أي بزيادة عن العدد المحدد لا تخضع للبيع بالتخفيض، وهو ما استقطب العائلات التي استحسنت الفكرة، التي وصفتها بالجيدة لأنها تسمح للأولياء خاصة الذين لديهم عدد كبير من المتمدرسين شراء الكراريس بأسعار مناسبة.
وقالت سيدة وجدناها في الجناح « إن الأسعار مناسبة جدا، إذ يبلغ سعر كراسين 288 صفحة 550 دينار، 5 كراريس 64 صفحة 300 دينار، 6 كراريس 96 صفحة 500 دينار و6 كراريس 120صفحة بمبلغ 650 دينار، 192 صفحة أربع كراريس بـ 700 دينار .
نفس الأمر لاحظناه عند أحد باعة الأدوات المدرسية بالمجموعة ،بينما اختلفت الأسعار قليلا لأنها شملت جميع الأدوات دون استثناء ، حيث بيع كراس 96 صفحة بسعر 80 دينار ،بينما بيعت علبة الوان ب 230 عوض 300 دينار، هذا إلى جانب التنوع في المنتوج المحلي حيث وضع المنتجون باقة جميلة من الأدوات المدرسية استهوت الأولياء وأطفالهم، خاصة أقسام التحضيري، أين وضعت تحت تصرفهم ألواح خاصة تناسب سنهم،وكذا المحافظ التي عرضت بمختلف الأشكال والأحجام.
أولياء يستحسنون انخفاض الأسعار
بدورها صرحت ولية تلميذة، أنها لجأت الى معرض الأدوات المدرسية المنظم بقصر المعارض، تحسبا للدخول المدرسي الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام قلائل، بغية التخفيف من المصاريف التي أثقلت كاهلها، والوقوف على حقيقة الترويج لانخفاض أسعار الأدوات المدرسية «
قالت أخرى» هنا وجدنا الأسعار منخفضة بالرغم من أنها ليست في متناول الجميع، إلا أنها مقارنة بباقي المحلات والمساحات التجارية لبيع اللوازم المدرسية تعرف انخفاضا نسبيا وهو ما جعلنا نتشجع أكثر لاقتنائها ، خاصة ما تعلق بالكراريس، في حين قال رب أسرة «نحن كأولياء أمور صدمنا هذه السنة من ارتفاع اسعار لوازم الدخول المدرسي، تخيلوا بالنسبة لمن يعيل ويتكفل بأربع أطفال متمدرسين، خاصة اذا كانت الأم لا تعمل…. والله كارثة… المحافظ والمآزر لوحدهما تستهلك ميزانية ضخمة» .
وصرحت أم تلميذ «اليوم ونحن نتجول بأروقة قصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة، وجدنا بعض الاسعار منخفضة فيما تعلق بالكراريس فقط ..على الاقل احسن من أسعار محلات اللوازم المدرسية، كما أننا لاحظنا توفر المنتوج الوطني وهو ما استحسناه كونه يحترم معايير سن الطفولة وتقاليد العائلة الجزائرية، أم لم يراع في الكثير من اللوازم التي تحمل رسومات خادشة للحياء وتشجع على العنف، وغيرها من مظاهر سلبية اقتحمت عالم الطفولة.
أسعار مدروسة
في هذا الشأن، قالت ولية تلميذة وجدناها تتجول بين أجنحة المعرض، إن العودة الى الدراسة مرفوقة بكل الواجبات المترتبة عنها شكل هاجس لدينا، فالتحضير للدخول المدرسي وملء حقيبة الأدوات المدرسية هو حق كما أنه فرحة لا يمكن حرمان الأبناء منها، لذا قصدت المعرض الذي تزين بأبهى أنواع الأدوات المدرسية فجمال الأقلام الملونة بأحجامها المختلفة، يشجع الأطفال على الكتابة و المبراة في شكل كرة أو سيارة أو أي شكل آخر، و كذا الكراريس التي تحمل أغلفتها أجمل الأشكال لمختلف شخصيات الرسوم المتحركة.
وعليه فإن اللوازم المدرسية كانت متنوعة عرضت بأسعار مدروسة، حسب ما صرح به الحاضرين، ولو ان الفارق لا يتجاوز الـ 10 دنانير احيانا ، إلا أنها سمحت للعائلات توفير بعض المال ،لكن العبء يبقى قائما للعائلات التي تضم أربعة أو خمسة متمدرسين، في حين يبقى المشكل الأكبر تقول أخرى في الكتب المدرسية، وهي تكاليف إضافية تعمل على اقتنائها من خلال ارتياد أجنحة معرض الأدوات المدرسية و تقليص الفارق في الأسعار بينه و بين المحلات الأخرى.
المنتوج المحلي جودة موسومة
«الشعب زارت أجنحة العارضين، وبالرغم من قلتها، إلا أنها لبت الغرض ووجد الزائر كل ما يرغب من أدوات مدرسية وكتب ،توجهنا لجناح الأغلفة عند شركة» فيبو بلاس» تنشط في مجال التغليف،حيث قدمت منتجا جديدا لأغلفة الكراريس بسعر 25 دينارا، لا يتمزق مصنوع من نوعية بلاستيك مقاوم.
في هذا الصدد قال ممثل الشركة موساوي عبد القادر، ان مشاركتهم ليست الأولى في المعرض، لكن المنتوج المقدم في الطبعة الأول من نوعه في مجال الأغلفة البلاستيكية، لأنه مقاوم للتمزيق خاصة لدى الأطفال الابتدائي والتحضيري، موضحا بخصوص الأسعار أنها تختلف بـ 3 بالمائة عن الخارج، كما عرضت الشركة أكياسا من نوع جديد يسمح بنقل مختلف المنتجات دون تمزيق.
وأكد بعض الوافدين على الجناح، الجودة والنوعية وكذا الأشكال والألوان والبيع بالمجموعة، حيث عرضت الشركة المنتجة باقة أغلفة مختلفة الألوان 5 بسعر 100دينار ،الفكرة لاقت إقبال العائلات التي اقتنت الأغلفة بأعداد كبيرة خاصة في الابتدائي الذين يحتاجون لأكثر من 12غلاف مدرسي.
وقالت ولية تلميذ في هذا الصدد «ما جذبني الألوان والنوعية الجيدة،هذا غير موجود في جميع المحلات ،أخذت حوالي 20غلافا واستفدت من البيع بالتخفيض «، وقال ولي تلميذ « اشتريت عشر أغلفة عن طريق البيع بالتخفيض، والنوعية أبهرتني لا نجدها في السوق عادة «.
في هذا الصدد أكد أحد الزبائن أن أسعار الأغلفة المدرسية التي تباع بهذا المعرض منخفضة نوعا ما مقارنة بالمحلات في الخارج، لذلك فضل اقتناء جل الأدوات التي يحتاجها أبناؤه ليتفادى الطوابير بعد الدخول المدرسي، مشيرا أن تنظيم مثل هذه المعارض فرصة للاولياء لشراء اللوازم المدرسية بأسعار معقولة ومناسبة، خاصة وأن هذه الأخيرة قفزت أسعارها خلال الشهر الماضي بـ 150 بالمائة.
تخفيض 15 بالمائة في الكتب شبه مدرسية
من جهته ممثل دار الهدى للطباعة والنشر زغاد اسماعيل، قال في تصريح لـ» الشعب «، إن الإقبال في الأيام الأولى كان محتشما بالنظر لقلة العارضين لكن بعد التحاقهم ،أصبح متوسطا وشمل مختلف أنواع الكتب الخارجية، خاصة وأن الأسعار تنافسية وصلت إلى 15 بالمائة.
وأفاد بخصوص نوعية الكتب الموجة التلاميذ، أنها موافقة للمقرر الدراسي وتساعد في مختلف الأطوار التعليمية ،مشيرا بخصوص الأسعار أنه بالرغم من التخفيضات إلا أنها عرفت ارتفاعا مقارنة بالسنوات الماضية بسبب غلاء الورق في السوق، أما عن الكتب الأكثر مبيعا قال اللغة والفرنسية بالنسبة للإبتدائي، والفيزياء والرياضيات بالنسبة للمتوسط .
في المقابل قالت ولية تلميذ إنها قامت بشراء كتب خارجية لابنها في الإبتدائي من أجل مساعدته على حل التمارين خاصة في اللغة والفرنسية التي تشكل هاجس لديه، لانه ضعيف نسبيا ،حيث قالت إن كتاب المتميز للسنة الخامسة ابتدائي ممتاز وهو قريب من المنهاج الدراسي ويمكن أن يساعده كثيرا «.
كتب الانجليزية تزين الرفوف
أثناء جولة «الشعب» بين أجنحة دور النشر التي شاركت بقوة بهذه الطبعة، لفت انتباهنا كتب الانجليزية تزين الرفوف، تساءلنا تارة واستغربنا تارة أخرى، ليؤكد ممثل دار النشر العلمية كريس طارق، أن كتاب الانجليزية صدر وفق المنهاج الدراسي، وكانت اجتهادات من قبل مجموعة من الأساتذة المختصين قبل نشره، مشيرا أن أبجديات اللغة معروفة لدى معدي هذه الكتب ما ساعدهم على إعداده.
في المقابل، قالت ممثلة دار النشر الميسر أميرة خليل، إن مشاركتهم في هذه الطبعة كانت من خلال سلسلة جديدة للتحضيري، وكذا كتب مساعدة في مادة الانجليزية التي أدرجت هذا الموسم، مشيرة بخصوص الأسعار أن الفارق ليس كبيرا والإقبال محتشم نسبيا لان الأولياء مركزين على الأدوات المدرسية،أما الكتب فعادة يتم اقتناءها بعد الدخول المدرسي.
وعن نوعية الكتب لاحظنا أنها متوفرة في مختلف المواد والأطوار العلمية، فهي أعدت حسب البرنامج الدراسي، وحتى يتسنى للتلميذ الفهم أكثر، خاصة الذي يجد صعوبة في المواد الأساسية على غرار اللغة والرياضيات وكذا الفرنسية بأطوار الابتدائي، الرياضيات، اللغة والفيزياء في الطور المتوسط والثانوي.
أسواق الرحمة .. منفذ الأولياء
من جهتهم علق بعض الناشطين في مجال التربية على مشكل غلاء الأدوات المدرسية عبر حسابهم الخاص الفايسبوك، وطالبوا من الأساتذة عدم الالزام في نوع الكراس و الغلاف ، على اعتبار أن بعض العائلات لا تملك المال الكافي لشراء حتى غلاف يتناسب لونه مع ما طلب من ابنهم، كذلك الكراس، خاصة وأن بعض العائلات تستعين بأغلفة و كراريس السنة الماضية
قال النقابي نبيل فرقنيس في اتصال بـ «الشعب ان مشكل غلاء الأدوات المدرسية مطروح كل سنة دراسية ،لكن هذه السنة استثناءا، لان الأسعار زادت بأكثر من 100 بالمائة، مشيرا بخصوص معارض الرحمة كما يسميها البعض أنها حل للعائلات التي لديها عدد أطفال كبير ،كونها توفر بعض المبالغ، أما البقية لا لان فارق الأسعار ليس كبيرا مقارنة مع المحلات الاخرى،ولكنها مبادرة جيدة تستحق التشجيع
وصرح أيضا، أن الأسعار حتى وإن كانت بسيطة فانها أقل من الأسعار الموجودة في المحلات ، وذلك استجابة لطلب السلطات ، ومساعدة للمواطنين في اقتناء اللوازم المدرسية، في ظل ارتفاع أسعارها قبل العودة المدرسية، مؤكدا على الأساتذة ضرورة ترشيد استعمال الأدوات المدرسية خاصة الكراريس من خلال إدماج مادتين في كراس واحد لتسهيل الامر على الأولياء.
وعليه ،انطلاقا من الجولة التي قمنا بها بين أروقة المعرض استخلصنا، أن الأسعار اختلفت نسبيا عن الموجودة في السوق ،حيث تمثل التوفير للعائلات محدودة الدخل ،خاصة وأن الدولة شددت على توفير هذا النوع من الأسواق بأغلب الولايات من أجل السماح للأولياء اقتناء اللوازم التي يرغبون فيها وبأقل الاسعار .