أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أن المجلس العلمي هيئة علمية أكاديمية لها دورها البنيوي والوظيفي في الارتقاء بالبحث العلمي للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، ومرافقة القطاع في توجهاته بما يقترح من آراء وأفكار وما ينجز من أعمال.
المجلس قوة اقتراح علمية وأكاديمية
قال ربيقة على هامش تنصيب المجلس العلمي للمركز، اليوم، أنه ننتظر من هذا المجلس توظيف إمكانياته العلمية وخبرات أعضاءه وكفاءاتهم ومهاراتهم، في جعل المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية، منارة الإشعاع التاريخي والمعرفي وقوة اقتراح علمية وأكاديمية تستند إليها الإختيارات الكبرى للدولة في دعم ملفات الذاكرة بموضوعية وإعداد البرامج المتميزة التي تدخل في مجال اختصاص القطاع، لتواكب حركية التنمية المستدامة، وبما يحقق التطوير والتحديث في البحث العلمي الاستيراتيجي.
وشدد الوزير على، ضرورة التأسيس لمدرسة تاريخية حقيقية بعيدة عن المدرسة التي تعودناها بعد الاستقلال والتي كانت تشوبها مغالطات تاريخية.
وأكد أن الباب مفتوح لكل الأساتذة على المستوى الوطني، للمساهمة في هذا المشروع الهادف لدراسة تاريخنا الثري الذي يمتد لفترة ما قبل الاحتلال، وتدريسه بأفكار سليمة لتحصين شباب اليوم بثقافة تاريخية سليمة تقيه من كل الأخطار،و لبناء حاضره واستشراف مستقبله.
وأبرز وزير المجاهدين، الأهمية التي توليها الدولة لكبرى ملفات الذاكرة الوطنية بإعتبارها نتاج تضحيات ملايين من الشهداء عبر مختلف المسارات التاريخية.
وقال: ” الحرص الذي أولاه برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لمتابعة ملفات الذاكرة الوطنية، نابع من الشعور بالمسؤولية اتجاه رصيد الجزائر التاريخي، فالذاكرة الوطنية تعني الوطن، الهوية، الإنتماء والتاريخ والمصير المشترك لأبناء الجزائر الذي يعزز روح المواطنة الحقة”.
وأكد الوزير أن الذاكرة هي صمام الأمان وعامل أساسي من عوامل وحدة الجزائر، وتقوية الجبهة الداخلية وتجاوز التحديات الراهنة والمستقبلية.
وقال :” العناية بملفات الذاكرة تتعزز يوما بعد يوم حماية للأجيال القادمة، وترسيخا لقيم الإنتماء للوطن وتعزيزا للثقة في النفس، وإعداد الأجيال لإحداث القفزة النوعية التي تسهم في بناء مستقبل أفضل”.
وأكد الوزير أن المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية، بما يتوفر عليه من إطارات وبدعم المجلس العلمي الذي يزخر بكفاءات عالية سيعمل على بناء استيراتيجيات وإعداد مقاربات جديدة أكثر فعالية وانسجاما مع متطلبات المرحلة، ويبادر بإنجاز مشاريع دراسات وبحوث في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ويقوم بأنشطة متنوعة في هذا الإتجاه، وبخاصة العناية بتنظيم الملتقيات الدولية والوطنية والندوات المتخصصة والأيام الدراسية التي تسهم في تحقيق الأهداف المسطرة.
وأشاد ربيقة بعمل لجنة دراسة مشاريع السيناريوهات السينمائية والسمعي البصري، واللجان المتخصصة التي قيمت الكتب المعدة للنشر، والأعمال السمعية البصرية المدرجة في مسابقة الإحتفاء بالذكرى الـ60 لإسترجاع السيادة الوطنية.
وقال: ” قد عملت هذه اللجان بجد على القيام بواجبها في مرافقة تنفيذ البرنامج المسطر للقطاع، فلهم وافر العرفان والثناء على التعاون الإيجابي وروح المسؤولية العالية التي لمسناها في استجابتهم وإلتزامهم، راجيا لكم النجاح في مهامكم العلمية والأكاديمية النبيلة”.
زهور ونيسي: ضرورة إنشاء مدرسة تاريخية وطنية
وشددت الوزيرة السابقة زهور ونيسي، على ضرورة إنشاء مدرسة تاريخية وطنية بعيدة عن المدرسة الكولونيالية، بالإعتماد على الجيل الجديد.
ونوهت المتحدثة بتنصيب المجلس العلمي للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، كلبنة جديدة جاءت في الذكرى الـ60 لإسترجاع السيادة الوطنية.
وقالت:” تخصصي ليس تاريخ أنا أديبة وفيلسوفة مثلما قال لي زوجي الراحل، لكن مكتبتي ثلثها تاريخ، عشت في المركز قارئة جيدة للتاريخ لأن العلاقة بين الأدب والتاريخ وثيقة وكل المضامين الخاصة بالإبداعات كالروية هي مضامين التاريخ لأنها تهتم بحياة الإنسان”.
وتعهدت زهور ونيسي بإعتبارها عضو في المجلس العلمي، بالقيام بدورها في هذا المركز بأمانة، حتى تحقق المدرسة التاريخية الوطنية وخاصة بالنسبة للحركة الوطنية وتاريخ أول نوفمبر 1954.
وأعرب المدير العام للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 ،نور الدين السد، عن سعادته لتنصيب المجلس العلمي للمركز بإشراف وزير المجاهدين ، وقال:” نحتفل بالعلم والعلماء ونعتز بتنصيب هذه الهيئة العلمية والتمكين لها لتؤدي مهامها بحكمة ورشاد وموضوعية”.
وأشاد السد بجهود الأساتذة وإطارات المركز ومستخدميه لإعلاء هذا الصرح العلمي وتفعيل أعماله، وتمكين مهامه الموكلة له، وأكد أن عهدة هذا المجلس الجديد ستكون إضافة نوعية للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، أملا في رفع التحديات ودراسة الملفات الكبرى في الآجال وبالمعايير المناسبة.
المجلس منارة إشعاع يقدم إضافة نوعية
واستعرض الدكتور حسين عبد الستار أسماء أعضاء المجلس العلمي للمركز الذين سيباشرون مهامهم، وعل رأسهم الوزير السابقة زهور ونيسي، والمؤرخ محمد القورصو، كمال شاشوة، شافية عبد اللاوي وغيرهم.
وأكد أن هذا المجلس منارة إشعاع يقدم إضافة نوعية في ظل المخاطر التي تعيشها الجزائر، وأن هناك ملفات تحتاج لإخراجها للجانب العلمي الأكاديمي لعرضها على الطرف الأخر، وإعداد برامج نوعية للإرتقاء بملف الذاكرة الوطنية.
وأضاف عبد الستار، أن هذا المجلس يمكن تدعيمه بتخصصات في العلوم السياسية والإعلام، علم الاجتماع، القانون وعلم الأنثربولوجيا، لأن عمل الذاكرة هو عمل تكاملي.
ودعا المجاهد محمد الصغير بلعالم في مداخلته أعضاء المجلس العلمي الجديد إلى دراسة تاريخ الجزائر وعلمائها في العهد القديم والحديث، لأن تاريخنا ثري ونجهله، واقترح البحث في بعض المسائل التي يجهلها الجزائريون إبان الثورة منها غياب الجهوية بين أبناء الوطن الواحد، فكان الجزائر هي التي تجمعهم.
وأبرز أن ثورتنا كانت لها قيادة جماعية عمادها الشعب الجزائري وليست ثورة أشخاص وهو سبب نجاحها، وأشار إلى أن تاريخنا كله كفاح وثورة أول نوفمبر 1954 ما هي إلا تتويج للجهاد منذ المقاومات الشعبية.
وشدد على التأكيد على هذه الروابط الوطنية والجهد الشعبي للثورة، وقال:” عليكم البحث عن اللحمة الوطنية التي كاد البعض يضيعها، لماذا أبناءنا يفرون إلى الخارج، يجب دراسة هذه المسائل بجدية والبحث عن أسبابها وإقتراح الحلول”.
وأضاف:” نحتاج عباقرة جزائريين لبناء وطنهم بعلمهم وفكرهم”.
وتجدر الإشارة فقد كرم المجاهد محمد الصغير بلعالم.