بدأت ساحة الأدب تنتعش مع عدد من الإصدارات الجديدة، تنوّعت بين الرّواية والشّعر، في انتظار الأعمال الرّوائية التاريخية التي تتكفّل بها وزارة الثقافة من خلال دعم المؤلّفين والنّاشرين، ما يمنح المكتبات جرعة أكسيجين هامة، قد يكون لها أثرها الطيب على فكرة «صناعة الكتاب» مجملة، وتكون دافعا لترقية الكتابة في ذاتها أوّلا، ثم لتشجيع القارئ على اكتشاف المنتج الأدبي الجزائري.
ولقد احتفت السّاحة الإعلامية بأول رواية لهذا الموسم، وهي رواية أستاذنا الإعلامي القدير، الأستاذ عمار بورويس، الموسومة بعنوان: «ليالي سردينيا»، فكانت بمثابة خيط النور الأوّل الذي يضيء الفجر، تمهيدا للإشراقة الكبرى في عالم الكتب، وترسيخا لتقليد الكتابة بما هي المعبّر الفعلي عن الواقع الحضاري، وسموّه في محفل الأمم.
ولقد كان الأستاذ عمار بورويس ينوي أن يقدم «ليالي سردينيا» في شكل سيناريو، فهو صاحب قدم راسخة في حقل السّمعي البصري، غير أنّ واقع الإنتاج السينمائي عندنا صعب نوعا ما، لهذا اختار له أن يكون رواية، ما يعني أنّه احتفظ لها بإمكانية التّحوّل إلى فيلم، وهذا بالضبط ما نرجوه لواقع السينما عندنا، فهذه – بدورها – ينبغي أن تتحوّل إلى حقل صناعي، ولا نرى لها من سبيل إلى تحقيق ذلك غير اعتماد الأعمال الرّوائية الجادّة، والرؤى النّاضجة التي تمتلك أدوات الإقناع الضرورية، في عالم تتنافس فيه الأعمال الأدبية والفنية بشراسة كبيرة.
وفي كل حال، فإنّنا نستبشر خيرا بالإجراءات الرّائدة التي اتّخذتها وزارة الثقافة من أجل دعم الكتابة الرّوائية التاريخية خصوصا، ونأمل أن تكون فاتحة الخير التي تلهم الفاعلين بساحتنا الثقافية، مقتضيات الانتقال إلى واقع يشهد دينامية يكون لها أثرها الطيب على الصّناعتين، الأدبية والفنية معا.