كشف الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، ومنسق جلسة مناقشة دور المجتمع المدني في مواجهة التحديات الدولية بمنتدى تواصل الأجيال محند برقوق، أهم مقترحات المشاركين العرب.
تأتي في مقدمة المقترحات الدعوة إلى تكثيف العمل المشترك داخل جامعة الدول العربية للظفر بمزيد من الصلاحيات، وضرورة تفعيل مكانة ودور مؤسسات المجتمع المدني في الأوطان العربية.
وأكد منسق أشغال الجلسة الثانية، على هامش أشغال منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك، الذي تجرى فعالياته بولاية وهران، أن من بين التوصيات التي اقترحها الخبراء والأستاذة العرب في أشغال الجلسة ضرورة العمل على تكريس مبدأ سيادة الدول وعدم التدخل الخارجي، والمساهمة في فرض شروط توحّد المواقع وبناء تصورات مشتركة حول كيفية مواجهة التحديات خاصة المرتبطة بالأمن الدولي والاقليمي.
وتحدث الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية عن الواقع العربي الصعب، في ظل تزايد التهديدات المرتبطة بالتحول القائم في المنظومة العالمية والحاجة لعمل عربي مشترك بعيدا العمل المنفرد والمعزول، مشيرا إلى فوراق دولية تهدف إلى إضعاف القضية الفلسطينية والتقليل من الدعم العربي لها ومحاولات لضمان استمرار انقسام الصفوف الفلسطينية.
وتابع بأن الجزائر تسعى خلال القمة العربية القادمة إلى دعم القضية الفلسطينية في توحيد الصفوف الفلسطينية من أجل وحدة التصور وجمع الشمل والوصول الى الحديث بلغة واحدة دفاعا عن القضية،قائلا إن هذه الملتقيات العربية ستكون خادمة لمختلف القضايا العربية المشتركة لاسيما القضية الفلسطينية، وينتظر أن تكون هناك مخارج أخرى في هذا المسار من أجل تقارب بين الفصائل الفلسطينية ومجال جديد لتقارب عربي ـ عربي حول هذه القضية.
مواقف الجزائر قائمة على الثبات
وقال إن الجزائر، منذ دخولها الى جامعة الدول العربية، مواقفها دائما قائمة على الثبات في المبادئ وسيادة الدول وحل النزاعات بطرق سلمية وحلحلة بعض الملفات العربية الشائكة والإقرار بمبدأ التضامن العربي والمصير المشترك، مبرزا ان جميع المبادرات التي تتجه نحو هذا المسار ناجحة ويتوقع أن تكون قمة نوفمبر القادمة متميزة على مستوى دعم العمل المشترك، وكذا بالنسبة للقضية الفلسطينية بهدف إرجاع مكانتها المركزية وتكون بمثابة انطلاقة جديدة عربيا من أجل دعم القضية.
واهتمت الجلسة الثانية، بحسب المنسق برقوق، بتحليل ومناقشة موضوع العالم العربي اليوم، الذي يعرف حالة من الانقسامية وأزمات كثيرة داخل الدول وضعف التجانس بين الدول العربية، مشيرا إلى دور النخب والمجتمع المدني ومحاولة لتقريب وجهات النظر ضمانا للاستقرار في المنطقة العربية وما يساهم في تقريب مواقف ومصالح الدول العربية.
وتحدث الخبير في الشؤون الإستراتيجية والأمنية عن مناقشة مواضيع هامة تخص سبل هيكلة العمل المستقبلي من خلال الرجوع لبعض النصوص التوجيهية لهذه الدول، موضحا أن هذا المسار التحولي للمنطقة العربية يشكل مجالا سهلا للتنافس الاستراتيجي بين الدول ما قد يشكل مصدر تهديد على مستوى الحفاظ على استقرار بعض الدول، من بينها القضية الفلسطينية وكذا البناء الجيو ـ سياسي العربي.
الذاكرة للدفاع عن القضايا العربية
من جهة أخرى، أبرز المشاركون في منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك، الاثنين أهمية الاستلهام من الذاكرة لتعزيز قيم التضامن والدفاع عن القضايا العربية.
وأشار المشاركون في جلسة مغلقة تناولت موضوع «إحياء الذاكرة والتواصل بين الأجيال خدمة للعمل العربي المشترك»، إلى أن ثورة أول نوفمبر 1954 ضد المستعمر الفرنسي تعتبر أنموذجا لترسيخ وعي الدول العربية والشعوب العربية في النضال المشترك.
وقال منسق الجلسة، الكويتي عايد الجريد، في لقاء صحفي إن الجزائر قدمت طيلة 132 سنة من الاحتلال الفرنسي «كفاحا كبيرا يقتدى به»، مشيرا إلى دور مؤسسات المجتمع المدني آنذاك في نشر الوعي لمكافحة المستدمر والمحافظة على الهوية العربية الإسلامية للبلاد.
وتطرق المتدخلون أيضا إلى الجرائم البشعة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري طيلة احتلاله للبلاد، وقال المتحدث إن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان الأكثر إجراما.
وتدخل خلال أشغال هذه الجلسة أسير فلسطيني (محتسب مصطفى حمايل) زج به في سجن الكيان الصهيوني، منذ 2008، وأطلق سراحه فقط قبل أربعة أشهر. وتطرق المتدخل إلى ظروف الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، لافتا إلى أن الممارسات الصهيونية ضد المساجين تخالف كل المواثيق الدولية.
ويشارك في هذا المنتدى الذي ينظمه المرصد الوطني للمجتمع المدني على مدار خمسة أيام حوالي 150 شخص من مسؤولين سامين وناشطين من المجتمع المدني ومؤثرين وشخصيات أكاديمية رفيعة من 19 دولة عربية، وهي الجزائر ومصر وتونس والبحرين والكويت وموريتانيا والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى سلطنة عمان والعربية السعودية واليمن وسوريا وفلسطين والعراق والسودان وليبيا ولبنان والأردن وقطر وجيبوتي.