أكد مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف رياض صيداوي ـ في حوار مع «الشعب» ـ على هامش فعاليات منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك بوهران، أن للجزائر دورا محوريا في حل الأزمات وفك الصراعات العربية.
«الشعب»: كيف يساهم تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات وتخطي الأزمات التي تعيشها المنطقة العربية ؟
رياض صيداوي: إن العمل على توحيد الصف العربي وتوطيد دعائم التعاون بين الدول العربية يعد أهم سبل مواجهة التحديات التي باتت مشتركة ولا تخص بلد عربي معين نظرا للتحولات الدولية وانعكاساتها على العالم العربي فمثلا الصين ستصبح في آفاق 2030 الدولة الأولى اقتصاديا وفرنسا من المرتقب أن تنتقل من الاقتصاد السابع عالميا الى العاشر ودولة البرازيل هي التي ستأخذ مكانها، بالإضافة إلى تحولات سياسية وإقليمية تملي على جميع أطياف المجتمعات العربية الالتفاف حول الموقف العربي ودعم القضايا العربية المطروحة على رأسها القضية الفلسطينية وكذا مضاعفة الجهد العربي لتخطي الأزمات التي تفرضها التكتلات الدولية الراهنة وتطورات الأوضاع في المنطقة العربية، إذ أن توحيد الصف العربي أصبح أمرا لا يحتمل الانتظار أكثر.
“نثق في مواقف الدولة الجزائرية المعروفة بدعمها التاريخي للقضايا العادلة”
ما هي أهم الصعوبات التي تقف عائقا أمام توحيد الصف العربي وعودة اللحمة العربية؟
المرحلة الحالية تفرض صعوبات وتحديات متعددة على المنطقة العربية، إلا أنها لا يمكن أن تقف عائقا أمام جمع ولم الشمل العربي اذا كانت الإرادة موجودة لتوحيد الرؤى حول قضايا عربية مصيرية، اذ نأمل في استدراك ما فات والعودة بقوة لتعزيز الوحدة العربية والبحث عن توافقات سياسية جديدة تسمح بكسب الرهان في مواجهة مختلف التحديات الراهنة يقتضي اعتماد مقاربة شاملة ترتكز على رؤية مشتركة لتوطيد دعائم التضامن العربي إزاء قضايا الساعة، وأن تحقق جامعة الدول العربية مكتسبات ، تتعلق بحرية تنقل الأفراد وتنقل البضائع بين بلدان عربية وتطوير السوق العربية المشتركة وتعزيز الدفاع العربي المشترك من أجل خدمة المصالح العربية الاقتصادية والبحث عن حزام داعم لسياسات وخيارات اقتصادية حساسة.
ما الأدوار التي يمكن للمجتمع المدني أن يؤديها في ظل التلقبات الجيو ـ سياسية التي يشهدها العالم؟
يحتل المجتمع المدني مكانة هامة على الصعيد العربي وله دور كبير في ترقية العمل العربي المشترك والمساهمة في تقديم مقترحات حول أبرز التحديات الراهنة التي تواجه العالم العربي، بالإضافة إلى ضرورة إشراك مؤسسات المجتمع المدني العربية في دعم الجهود العربية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة، ولعل أبرز مثال عن أهمية تفعيل دور المجتمع المدني في دعم مسيرة العمل العربي المشترك منتدى تواصل الأجيال الذي يجمع كافة الفاعلين الذين يمثلون مختلف الدول العربية ويهدف الى توحيد الجهود وتضافرها وبلورة تصور لدعم العمل العربي المشترك في ظل التطورات الهيكلية الدولية في الوقت الراهن.
إلى أي درجة لمستم دور الجزائر في لمّ الشمل العربي وطرح الملفات العربية ذات الاهتمام المشترك ؟
نحن نثق في قرارات ومواقف دولة الجزائر المعروفة بدعمها التاريخي للقضايا العربية من بينها القضية الفلسطينية وستظل وفية في مبادئها، وينتظر ان يكون لها دورا رياديا في المرحلة الحالية، ومع احتضانها القريب للقمة العربية تكون بذلك قد أكدت على الاهتمام بالشأن العربي في ظل التطورات الهيكلية و التكتلات الدولية من خلال السعي لتصحيح الأخطاء السابقة وتوحيد الجهود ودعم العمل العربي المشترك ومساعي جمع الأشقاء العرب لمواجهة التحديات الراهنة وتخطي الأزمات في المنطقة العربية وتذليل العقبات والصعوبات التي تحد من فاعلية العمل المشترك على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.